إليكِ... أينما كنتِ...متميزة

إليك أنت... يا من تهربين إلى المشي تحت المطر... لتختبىء تحتها دموعك... إليك أنت يا من تدخلين إلى غرفة... تغلقين خلفك الباب لتمسحي دمعتين عن خدّيك... ثمّ ترسمين ابتسامة لتعودي إلى الخارج بوجه هادىء...

ما أكتبه اليوم ليس مجرّد موضوع عابر... ولا هو بمثابة عظة لأحد... إنّما هو رسالة إنسانية... قرأتها مرّة... لكنّها انطبعت في نفسي... وأودّ مشاركتك بها... علّها تمنحك وتمنحني طمأنينة... وتشعرنا بالرّاحة في الدّاخل...

إليك أنت هذه الرّسالة يا من تهربين إلى المشي تحت المطر... أو إلى السّباحة... أو إلى أيّ مكان فيه تنهمر المياه على وجهك لتختبىء تحتها دموعك...

إليك أنت يا من تدخلين إلى غرفة الحمّام خلال النّهار لتأخذي بضع دقائق لنفسك بعيدًا عن الفوضى والضّجّة في أرجاء المنزل... تغلقين خلفك الباب لتمسحي دمعتين عن خدّيك... ثمّ ترسمين ابتسامة لتعودي إلى الخارج بوجه هادىء...

لك أنت أيّتها المرأة الّتي تعبت وأعيت... تشعرين أنّك غير قادرة على الإستمرار بعد في ما أنت عليه... وتفكّرين في أنّك على استعداد أن تقدّمي أيّ شيء مقابل أن تشعري بنفسك مجدّدًا... لتنظري في المرآة فتري الشّخص الّذي كنته سابقًا...

إليك يا من تبكين بصمت في غرفتك بعد أن يخرج الجميع إلى أعمالهم ومدارسهم... فتطلقين العنان لمشارعك لبرهة... قبل البدء بأعمال اليوم...

إليك ايّتها المرأة الّتي تصارع بكلّ ثقة بالنّفس... وتظهر بأجمل صورة... رغم عيوب الجسد... ورغم التّعب الّذي أعياها جرّاء الولادة أو التّقدّم في السّنّ...

أعلم أنّك أحيانًا تشعرين بالوحدة... ولا تتذمّرين منها... بالرّغم من كلّ الظّروف الّتي تمرّين بها... رسالة تشجيع إليك...

أنت جديرة بالتّقدير... لأنّك رغم جميع الظّروف القاسية ما زلت قادرة على بواجباتك على أكمل وجه...

أنت إنسانة مهمّة جدًّا... فلولاك لكان المنزل مشتّت ومليء بالفوضى وعمد التّرتيب...

أنت شخص متكامل... لأنّك بقلبك المحبّ تجمعين أفراد أسرتك معًا في نهاية اليوم حول مائدة العشاء...

جميلة كما أنت... لأنّ مصاعب الأيّام وأحزانها لم تتمكّن من سرقة ابتسامتك الهادئة...

أنت صنع الله... هو يحبّك حبًّا لا متناهيًا... استمتعي بهذا الحبّ واتّخذيه ملجاً آمنًا تلوذين به مدى الحياة...