Skip to main content

صالون تجميل للنّساء المُشرَّدات

صالون تجميل للنّساء المُشرَّدات

تقول تشيرلي: "ما يهمُّني بالدّرجة الأولى، هو إستعادة كرامة كلّ سيّدة وحَمْلِها على الشّعور بأهمّيتها، وتذكيرها بأنّها ما زالت جميلة

تخرج إلى الشوارع... مُتَسلِّحة بفرشاةٍ للشّعر وأدوات التّجميل... تستخدم براعتها وموهبتها لإبراز جمال السّيّدات اللّواتي لا مأوى لهنَّ...

إنّها تشيرلي راينز - والدة لستّة أطفال - المُزيِّنَة التي خرجت عن المألوف... لتذهب إلى الشّوارع وتعتني بجمال المشرّدات وتُصَفِّفُ شعرهنَّ... ليس ذلك فقط، لكنّها تؤَمِّنُ لهنّ الطّعام، والإستحمام والخدمات التّجميليّة المتنوّعة...

ولكي تُحقِّق هدفها، أنشأت تشيرلي مؤسّستها وأطلقتْ عليها إسم Beauty 2 The Streets، والتي تسعى من خلالها لإستعادة ثقة هؤلاء المنبوذات بأنفسهنَّ... شعارها: "ليستْ جميع الملِكات تسكن القصور... فبعضٌ منهن يعشنَ في الشّارع"...

قد أثبتت تشيرلي بأن الأبطال ليسوا أبطالاً فقط لأنّهم يضعون خوذة الحرب... لكنّ الأبطال هم من يسعون لتحسين العالم ليكون مكانًا أفضل... وهي لا تُفَرِّقُ بين شابة وعجوز، أو بين شارع وشارع، فالجميع متساوون بالنّسبة إليها...

تضع كرسيّها وتعمل عملها بكل إتقان، بِدْءًا من غسل الشّعر وقصِّه وتصفيفه... إلى العناية بالبشرة وإبراز جمالها... وهي تقول أنّ سكّان الشّوارع يستحقّون الإعتناء بهم، بالإضافة إلى الإحترام المَقرون بهذا الإعتناء... وقد أَظهر شريط ڤيديو لأكثر من إمرأة مشرَّدة وهي تجلس على كرسي تشيرلي حيث تقوم الأخيرة بغسل شعرها تمهيدًا لتصفيفه، وهي تحمل صحنها وتتناول وجبة الطّعام التي قدّمتها لها تشيرلي...

لا تسعى تشيرلي لتجميل هؤلاء السّيّدات وإطعامهنّ فقط... لكنّها تسعى لمساعدتهن معنويًّا أيضًا... فبمجَرَّد جلوس السّيّدة على الكرسيّ أمامها، تبدأ تشيرلي بعملها على المستوى الجمالي والمعنوي... إذ تسمح لكلّ سيّدة بالتّكلّم عن معاناتها والتّحدّيات التي تواجهها... وتحاول بقدر المستطاع التّخفيف عنها ومدّ يد العون لها...

تقول تشيرلي: "أولئك السّيّدات لَسْنَ هنا بالصّدفة ولم يكن هذا خيارهنَّ... لقد حدث شيء ما حطَّمَ قلوبهن، ودمَّر آمالهنَّ، حتّى أصبحنَ مُشَرَّدات... أنا أسعى لمساعدتهن... لذا أبدأ بالعمل على إستعادة جمالهنّ من جديد... هذا ما يحتاجونه في البداية... وهذا ما يمنحهنَّ دعمًا معنويًّا يساعد في تعزيز ثقتهنَّ بأنفسهنَّ... ما يهمُّني بالدّرجة الأولى، هو إستعادة كرامة كلّ سيّدة وحَمْلِها على الشّعور بأهمّيتها، وتذكيرها بأنّها ما زالت جميلة"...

لقد أثَّرَتْ تشيرلي في حياة الكثيرات من النّساء المشرّدات... وقد إتَّسعَ عملها ليشمل كلّ نواحي التجّميل، من قصِّ الشّعر وصَبغه بألوان مختلفة، إلى الماكياج والإستحمام والإعتناء بالأظافر، وتأمين الطّعام والشّراب لأولئك السّيّدات... والآن لدى تشيرلي فريق عمل يساعدها في إنجاز عملها...

تشيرلي، يا لكِ من إمرأة مُلهِمَة، بارككِ الله... لكِ منا ألف تحيَّة!

المساعدة, جمال المرأة, مد يد العون, تشيرلي راينز, النساء المشردات, تعزيز الثقة بالنفس, كرامة المرأة, قص الشعر

  • عدد الزيارات: 1701