Skip to main content

إناء خزفيّ... ثمين

إناء خزفيّ... ثمين

"لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفيّة". هل فكّرت يومًا بأهمّيّة وقيمة الأواني الخزفيّة الّتي نستخدمها في منازلنا؟؟

تخيّلي... لو لم يكن لديك إناء ملح... أو آنية زيت... أو حاملة محارم... كلّ من هذه الأواني الخزفيّة لها عملها... ولها أهمّيّة إستعمالها في المنزل... تسهّل الحياة وتقوم بجزء من الأمور الّتي لا يمكن لغيرها القيام به... فآنية الزّيت لا تحمل أوراق المحارم، ولا المملحة تحمل زيتًا، ولا آنية الزّيت تحتوي ملحًا...

كلّ منّا آنية... خزفيّة... تمتلىء بمحتوى لتساعد الآخرين في أمور... مهما كانت صغيرة، أو غير مهمّة... إنّما تعمل عملاً جيّدًا لمن حولها...

تخيّلي لو أنّك آنية زيت... يبلسم جراح من حولك، ويخفّف وطأة الألم بطيبه ونعومته...

أو حاملة محارم... تجفّف دموع من قربك، وتمسح آثار الحزن والصّعوبات... أو آنية ملح تطيّب العلاقات مع من حولك...

أنت آنية خزفيّة ثمينة... ثمينة في نظر من حولك... والأهم في نظر الله... الّذي هو الفخاري الأعظم... الفخّاري الّذي انتشل الطّين من الأرض... عجنه... فرّغ دواخله من الطّين... ليملأه مواهب قيّمة، مواهب تحمل من طبيعته النّقيّة...

 مسامحة، تعاطف، طول أناة، فرح، سلام، محبّة...

كيف يتعامل الفخّاري مع الطّين؟؟

عجن الطّين بكلتا يديه... بحب وحنان وعناية... وترك بصماته على الإناء... لأنّنا على صورته... عمل بجهد وتعب... ليحصل على أواني ثمينة... تفرحة وتفرح كلّ من يؤمن به...

ما هي طبيعة عمل الفخّاري؟؟

أنتشل طيننا من الأرض.... من مكان لا قيمة له... يداس بالأقدام... فيا له من إمتياز أن يهتمّ بنا... بإخراجنا من أقذر الأماكن...

عجننا بيدين حنونتين... فنقّى منّا الحصى الّتي تعيق نقاوتنا وتشوّه طبيعتنا...

حاوطنا بيديه في مرحلة تشكيل الفخار... فكلّ ما يتعبنا يوجد بين يديه، من مشاكل، أحزان، أمراض...

فرّغ أعماقنا من طين الخطيّة ووحول الحياة... ليملأنا نعمة وبركة ومواهب قيّمة...

وبعدها أدخل آنيته... صنع يديه... إلى النّار... وليست نار الدّينونة... إنّما نار القوّة والصّلابة... ففي النّار تخرج بقايا قطرات المياه العالقة في الفخار، هذه القطرات، على المدى البعيد، تجعل الإناء هشًّا وسريع الإنكسار... إنّ النّار هي التّجارب الّتي يسمح الله بأن تجتازها... حتّى متى خرجنا... ليس فينا شوائب أو عادات سيّئة... فنخرج بنقاوة، بصلابة، بعزيمة وقوّة...

نتيجة تعب الفخّاري!!

وها هو الإناء... متماسك، صلب، نقي، ومليء بالمواهب الّتي نستخدمها لمجد الله وشكره على عمله الصّالح... مليء بالكنوز... كما قال: "لنا هذ الكنز في أوانٍ خزفيّة".

أنت آنية خزفيّة ثمينة... تمّ صنعك ببراعة، باعتناء ومحبّة... لا تستخفّي بقيمتك...

نقية, القيم, الصلب, الفخار, الموهبة

  • عدد الزيارات: 2837