الذهن المنفتح يتحدى الإعاقة

لقد وهبنا الله البصر والبصيرة، والبصر هو رؤية الأشياء والعضو المسؤول عنه هو العين، أما البصيرة فهي في القلب الواعي والذهن

المتفتح الذي يستطيع أن يرى يد القدير في حياته ونعمته التي لا تحصى.

أنعم الله علينا بنعم لا تحصى، منها ما هو مادي ملموس ومنها ما نشعر به بالذهن والعقل، ولعل من اَجَلّ نعم الله التي أنعم بها علينا هي نعمة البصر.

 البصر هو القدرة على رؤية الأشياء، والعضو المسؤول عنه هو العين، ولكن هناك بصر من نوع آخر وهو بصر الذهن.

 البصر الذهني هو الذي به نرى يد الله وعمله في حياتنا.

 به نرى القيم والمباديء، ونري الحق والقدرة التي فينا وحياة النقاء والاستقامة.

 يقول الكتاب المقدس عن فاقد القدرة على رؤيا طريق الحق أن الشيطان أعمى ذهنه "إله هذا الدهر قد اعمى أذهان غير المؤمنين"2 كو 4: 4.

أعمى البصر قد يتغلب على إعاقته بالذهن الواعي، أما أعمى الذهن يسقط مهما حاول، فكما قال القران "إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ولكن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور" الحج 46

فقد أثبتت شخصيات عديدة على مـرّ العصور أن القدرة والإرادة تقفز فوق أي إعاقة، وأن الاستنارة الروحية والذهن الواعي المبصر يرى ما لا يراه ذوي الأعين المبصرة.

 "كريستين ها" امرأة كفيفة، ولكنها أبصرت قدرة داخلها استطاعت بها أن تقفز فوق كل المعوقات وتحصد ثمار إصرارها بإحرازها لقب "ماستر شيف".

 لقد أصرت كرستين ليس فقط على أن تزاول حياتها بشكل طبيعي، بل أصرت على أن تكون امرأة متميزة، ومبتكرة، تقهر إعاقتها ولا تستسلم للإعاقة لتقهرها.

اشتركت كرستين في مسابقة أفضل طباخ مبتكر وأثبتت قدرتها على استنساخ وصفات لم تبصرها، لكنها تميزت في ابتكارات جديدة معتمدة فقط على الذهن الواعي، والإصرار والإرادة.

وتقول الصحف عن كرستين أنها "صمدت في وجه تحديات البرنامج ونجحت في الاختبارات المتنوعة التي يفرضها معدو البرنامج على المشتركين والتي قد تبدو تعجيزية لبعض الطباخين الأصحاء".

وعلقت كريستين بعد إعلان فوزها: "فوزي هو مثال حي بأن الأحلام تتحقق رغم كل الصعاب"

إن كرستين بإصرارها ومثابرتها تُخْـجِـل وتُـبَـكّت كل إنسان يتذمر على الحياة وعنده الكثير من نعم الله، كما إنها تدعو كل إنسان يائس ويشعر أن الحياة قسَـتْ عليه، تدعوه ألا ييأس بل يسْـعَـدْ بحياته ويحاول إسعاد الآخرين.

للمزيد إقرأي: رسالة من ملكة جمال