رسالة من ملكة جمال

لعل الجمال المعنوي هو المقياس الحقيقي للجمال وهذا ما اثبتته لنا ملكة جمال ولاية أيوا "نيكول كيلي" المولودة بذراع واحدة

الجمال هو صفة من صفات الله، والجمال موجود في كل الخليقة من حولنا، في السماء والكواكب في الأشجار والأزهار في الحيوانات والطيور في الجبال والوديان في البحار والأنهار، وقد توّج الله خليقته بالبشر الذين كونهم في أحسن صورة... فالله سبحانه جميل ويحب الجمال. ولا شك ان الجميع يتمنى الجمال وكما يقال: القلب يعشق كل جميل...

والجمال نوعان: الجمال المادي المُـدرك بحواس الإنسان والجمال المعنوي...

الجمال المادي هو كل ما يمكن رؤيته والتحقق منه ماديا... والجمال هو في تناسق الأشياء وتنظيمها. ويَعْتبر البعض أن الجمال المادي نسبي، فما يراه البعض جميلا قد يراه الآخر قبيحا وهكذا، لذلك لا يُعْتَبَرْ الجمال المادي مطْـلَقاً، لانه يفنى مع تقدم الزمن...

أما الجمال المعنوي فهو أعمق وأشمل من الجمال المادي ويتصف بالقيم والأخلاق والمباديء وغيرها من الفضائل، ويُعْتبَر الجمال المعنوي مطلقا لأنه يدوم ولا يمكن إنكاره بما يتوافق مع الفطرة الإنسانية.

ويقول الكتاب المقدس: "لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهاديء الذي هو قدام الله كثير الثمن" 1 بطرس - 3:3

ولعل الجمال المعنوي هو المقياس الحقيقي للجمال وهذا ما تتحلى به ملكة جمال ولاية أيوا الأمريكية لعام 2014، نيكول كيلي المولودة بذراع واحدة.

ولدت "نيكول" التي تبلغ من العمر 23 عاما ولدت بدون ساعدها الأيسر، وتعلمت منذ الطفولة كيف تتعامل مع نظرات الناس إليها. وكلما كبرت، إزدادت ثقتها بنفسها فلم تستسلم لليأس أو تختبيء في بيتها خجلا، بل على العكس، حاولت تجربة كل شيء، البيسبول، الرقص، الغوص، بالإضافة إلى إنهاء دراستها الجامعية. وأخيرا فازت "نيكول كيلي" بلقب ملكة جمال ولاية أيوا الأميركية. فالجمال الداخلي الذي تتمتع به أضاف لجمالها الخارجي جمالا.

هذا هو الجمال الذي تحدت به "نيكول" العالم الذي كان ينظر إليها على أنها معاقة، لكنها أثبتت للجميع أن الإنسان الطموح يمكنه تحقيق أحلامه رغم الإعاقة. وقالت نيكول إنها ستستخدم لقبها لتشجيع الشباب ذوي الإعاقات على تحقيق أحلامهم...