عمليات التجميل

يكثر التركيز على أمور الجمال في أيامنا الحاضرة ، فعمليات التجميل تُجرى يومياً لمئات الأشخاص في شرقنا العربي، وهي لا تقتصرعلى النساء فقط بل على الرجال أيضاً. فالشكل الخارجي أصبح هاجساً كبيراً في عصرنا الحالي أكثر من أي وقت مضى....فما هو السبب ...

جمالك سيدتي وعمليات التجميل

يكثر التركيز على أمور الجمال في أيامنا الحاضرة ، فعمليات التجميل تُجرى يومياً لمئات الأشخاص في شرقنا العربي، وهي لا تقتصرعلى النساء فقط  بل على الرجال أيضاً.  فالشكل الخارجي أصبح هاجساً كبيراً في عصرنا الحالي أكثر من أي وقت مضى.

فما هو السبب الذي يجعل المرأة  تـُقدم على عمليات التجميل وتستسلم إلى مبضع اطباء التجميل لأكثر من مرة وفي أكثر من مكان في جسدها.

 مما لا شك فيه أن وسائل الإعلام والإعلانات ساهمت مساهمة كبيرة  في "تأليه" الجمال. قـلــّة هي الإعلانات التى تخلو من صورة إمرأة جميلة، أكانت هذه الاعلانات عن اللباس أو الطعام أو الامكنة أوغيرها من السلع. الكل يتغنى بما لديه ويستخدم صورة المرأة الجميلة التى في بعض الحالات لا تمت بصلة إلى موضوع الإعلان. والرسالة التى تتلقاها المرأة العادية من خلال هذه الإعلانات هي : يجب أن تكون جميلة لتكون سعيدة وتستمتع بما يقدمه عالم الإعلام لها.

سبب آخر لخضوع المرأة لعمليات التجميل هو الخوف من التجاعيد والشيخوخة ، فالمجلات الإجتماعية في أيامنا الحاضرة مليئة بصور سيدات المجتمع اللواتي يخبئن عمرهن الحقيقي وراء وجوه تكاد لا تشبه صورتهن الحقيقية،وجوه خالية من التعابير التي تعطي الوجه سماته الخاصة، وكأنني بهن يحاولن إبعاد شـبح الشيخوخة والموت عنهن متناسـيات بأن أعضاءهن الداخلية لن تتأثر بمحاولة " التصابي" وسـتكمل طريقها نحو الإنحلال البطيء.

هناك سبب آخر يجعل المرأة تخضع لعملية التجميل وهو شــوقها للإحساس بالثقة بالنفس خاصةً إذا شعرت بأن عملية التجميل سـتجعلها مرغوبة ومقبولة من الآخرين لا ســيما الجنس الآخر.

أنا لسـت ضـد عمليات التجميل فتحسين المظهر الخارجي يعود بالفائـدة الجسدية والنفسية على الاشخاص الذين يعانون من تشوهات بسبب الوراثة او بسبب حوادث تعرضوا لها. ولكني ضـدعمليات التجميل عندما تصبح هاجساً يشغل كيان المرأة  ويدفعها إلى المزيد من العمليات ممـّا يجعلها تتعالى وتفكـر بأنها أفضل من غيرها. فلو ركزت النساء على الجمال الداخلي ، جمال الخـُلق والتواضع واللطف والمحبة ومخافة الله، لو ركزن على هذه الصفات الحميدة قـدر تركيزهن على الجمال الخارجي لـَكــُنَّ مؤثِرات إيجابيات في مجتمعهن وقدوة حسـنة لفتيات اليوم.

يقول سـليمان الحكيم في كتاب الأمثال:" الحسن غِشُ والجمال باطل، أما المرأة المتقية الرب فهي التي تُمدح."     

                                                                              لوسي