لا تخافوا...
نعيش اليوم في عالم يسوده الإضطراب والحروب وعدم الإستقرار... وقد نتساءل: أين نكون في مأمن من السوء؟ أماننا ليس
في أية حماية بشرية، بل في الله نفسـه. ففي وسط هذه الأيام التي إشتدت ظلماتها والتي تتلمس فيها البشرية أية وسيلة للنجاة...
يأتي الصوت الهاديء اللطيف هاتفا للمؤمنين: "أنا هو لا تخافوا".
وإذ تتلاطم الأمواج المخيفة على شاطيء حياتنا ويُزعج سَمعَنا صوت العواصف الصاخبة...
أخيرا يعلو على ضجيجها هذا الصوت الجلي الواضح: أنا هو لا تخافوا!...
وإذ تتجمع المصائب والأحزان والهموم والأشجان حولنا من كل ناحية وفي كل مكان...
إلا أنه يشع في جـوّ المؤمن شُـعاع الإيمان إذ يسمع هذا الصوت الحنان: أنا هو لا تخافوا!...
وسواء أكان المؤمن في التعب أو الراحة... في المرض أو الصحة... في الفقر المدقع أو الثراء الموسع... يشعر المؤمن بالإمان عند سماعه هذا الصوت الرنان: أنا هو لا تخافوا!...
نعم... هذه الكلمات..." أنا هو لا تخافوا"... فيها قوة وسلطان... لهذا يشعر المؤمن عند سماعها بالراحة والأمان لأن الذي قال هذه الكلمات هو الإله الحي هو الشفيع الحي...
أعظم من أي إنسان وطأت رجله ألارض... أنه سيدنا عيسى الفريد الذي لا مثيل له...
فهو لم يسحب كلمة واحدة قالها،
ولا أحتاج أن يخفف أو يلطّف من وقع أية عبارة نطق بها.
ولم يقدم أي إعتذار عن أية كلمة أو فِعْل لأنه لم يتكلم بكلمة ولا فَعَـلَ فِعْلاً يتطلب الإعتذار.
كما أنه لم يعترف بأية خطية ولم يطلب الغفران لأنه كان الكمال مجسماً...
وهو حي صعد إلى السماء ولم يمت!
وهو سيرجع بكامل عظمته... ونحن بأنتظاره
لذا عندما يقول: أنا هو لا تخافوا! أنه يعني ما يقول...
فهو الوحيد القادر بقوة سلطانه أن يسكت كل العواصف والرياح...
فعندما نواجه في حياتنا أي نوع من المصائب والمتاعب والآلام...
لنتذكر قوله: أنا هو لا تخافوا!
ولنثق به ونتكل عليه ونُسـلم له الأمر وهو سيريحنا لأنه وعـدوده صادقة وهو وعد من يأتي إليه بكلماته الحنونة "أنـا أريحـكم"...
- عدد الزيارات: 4110