لماذا يجب أن لا أقلق؟
من الصعب رؤية الأمل وسط الصعاب.... والأصعب هو عدم الاستسلام لليأس والاكتئاب.... ولكن هناك دائما طريق للخروج والعودة لحياة السلام!
ماذا أفعل عندما أقلق؟
لا مهرب من القلق فهو يلاحقنا من كل حدب وصوب... فما يقلقني عادة ويشعرني بعدم الارتياح يسبب لي الخوف من كل شيء.
فالقلق يسلب منا الفرح والسلام وراحة البال ويجعل كل شيء يبدو كأنه في عدم استقرار وفوضى ويسبب الحزن والاكتئاب...
لماذا نقلق؟
القلق بكلمات بسيطة هو عدم معرفة ما هو آتٍ، او عدم التأكد من القرار..... أنا أقلق ....كثيرا... لكنني الآن أتمعن قليلا بأسباب قلقي ومن أين ينبع.... فمثلا عندما أكون غير مستعدة لامتحان مفاجئ في الجامعة.... أقلق من عدم تمكني من النجاح.
عندما أريد أن أحصل على وظيفة مهمة وأنا غير واثقة أنني سأنال إعجاب الإدارة.... أقلق لأنني بحاجة إلى المال.....
عندما يمرض أبي ولا تستطيع أمي أن تعيلنا... أشعر بالمسؤولية كوني البنت الكبرى في البيت... أقلق لأنني أخاف من تحمل كل هذا العبء...
عندما تعصف المشاكل حياتي الزوجية ولا من سند أو معين... أقلق من أن أخسر زوجي وعائلتي......
واللائحة تطول.....
هذا هو الإنسان كائن هشّ وحساس... فأبسط الأمور تجعله قابل للكسر بسهولة....
لننظر سوية بتمعن من حولنا... هل هناك حاجة للقلق؟ نعم أكيد
فالعالم يعيش بأسوأ حقبة تاريخية وزمنية ويتخبط سياسيًا، إقتصاديًا، إجتماعيًا وفكريًا والأبشع أخلاقياً....
أنا كإمراة وزوجة وأم عاملة أفكر في احتياجات وأمان وسلامة عائلتي وأولادي!
طبعا فهذا أمر طبيعي .... فهناك مئات الأفكار والمواضيع التي تستدعي انتباهي وتشد تفكيري وتقودني بأن أقلق في كل وقت....
ولكن فكري معي ولو للحظات بسيطة .... هل أستطيع أن أبقي الأمور كما أريدها أنا؟
هل أستطيع أن أتحكم بالأشخاص من حولي وأجعلهم يتصرفون مثلما أريد؟
هل أجعل أولادي لا يخطئون؟ أو أجعل كل شيء حولي يسير بنظام وانضباط؟....
للأسف كلا! فما قلقي الاّ باب لمشاكل نفسية وصحية وروحية وعاطفية....
إذا... سأبدأ بنفسي وبما أستطيع......
فالله يريدني أن أعيش في سلام معه ومع عائلاتي وفي مجتمعي ويريدني أن أكون مثمرة ومفيدة....
اليوم أدعوكِ ايتها المرأة والأم المضحية والقلقة تجاه أمور كثيرة، وأدعو نفسي أيضا أن نسلِّم نفوسنا وأفكارنا إلى الله صاحب ورئيس السلام الذي معه أمرنا.... ونثق به أنه قادر أن يفعل المستحيل... الأمور كلها في اضطراب... نعم... لا تخافي فهو أكبر من حدود مخاوفكِ.... فالقادم في يديه.
وتذكري أن اليوم هو الغد الذي كنتِ قلقة عليه بالأمس...
القلق, الراحة, السلام, الصعاب, الأمل, الراحة النفسية, الراحة والسلام
- عدد الزيارات: 118