جائزة بطولة

في عيد الأم... كيف تعرفين أنّك الأمّ البطلة... المرأة الخارقة؟! إن قمت بكلّ هذه... فإنّك تستحقّين جائزة بطولة الأمّهات...

هذا العام، سأستبدل عبارة "عيد الأمّ" بعبارة "جائزة بطولة"... بطلة هذا العام هي أنتِ...

كنت أفكّر في عبارات أقولها لكلّ أمّ في عالمنا في هذا اليوم... توقّفت اللّغة عن التّعبير عن ما أنجزتِه... أنتِ... منذ عيد الأمّ في العام الماضي... لم أجد كلمة تصفك وصفًا دقيقًا... سوى كلمة "بطلة"...

رغم كلّ التّضحيات السّابقة... والمحبّة الّتي تحيطين عائلتك وأقاربك بها... ما قدّمته في الفترة الأخيرة، يضاهي حياة بأكملها...

أنتِ يا من تفوّقفت في إدائك... فتغلّبت على جميع التّحدّيات الّتي مررت بها... تكيّفت مع واقع لم يسبق لك أن عشته... وأدّيت مهمّات لم تحسبين يومًا أنّها ستوكل إليك... عيد سعيد... أعاده الله عليك بالصّحّة والخير والبركة...

ربّما فقدت عزيزًا... أو ربّما ودّعت أحبّاء ركبوا أمواج الغربة والهجرة... ورغم ألم الفراق... بقيت الإبتسامة تعلو وجهك في مواجهة مشاعر الإشتياق والحنين... عيد سعيد... لك أنت...

حين قمتِ بعملك من داخل المنزل... وأنتِ على يقين أنّه في الغرفة المجاورة يجلس شريك حياتك الّذي فقد عمله... لكنّك بقيت السّند والدّعم له في كلّ الأوقات والصّعوبات... بطلة أنت...

وبينما تجهزّين الطّعام لأفراد عائلتك... كنت تقومين بالإشراف على دراستهم من داخل غرفهم... فكنت الأمّ... والمشرف... والمعلّمة... في آنٍ معًا... قديرة أنت...

عادة... لكلّ مهمّةٍ شخصٌ يقوم بها... لكنّك دون أن تدرين، قمت بمهامّ الجميع... ونجحت... تمكّنت من الإهتمام بالجميع... وبنفسك أيضًا... سدّدت احتياجات جميع أفراد عائلتك... على أكمل وجه... ربّما أنهكت قواك الرّحلة... لكنّك بصبر ومحبّة واهتمام استخدمت مهارات الأمومة لديك... فصحّ فيك قول فرسان الملكة قديمًا "الكلّ من أجل واحد، وواحد من أجل الكلّ"... (All for one and one for all)... فكنت أنت "الواحد من أجل الكلّ"...

لو منحت جائزة للزّوجة الأكثر تفهّمًا ودعمًا... لنلتها أنت...

وفي تتويج المرأة الخارقة... لقدّم التّاج إليك...

وفي مسابقة أفضل مدرّسة... لفزت أنت...

بطلة أنت في حلبة صراع العام الأصعب على الإطلاق... جائزة بطولة في إنجاز كلّ المهامّ... لك أنت...

بوركت جهودك... وبوركْتِ أنتِ في كلّ ما تفعلين... عيد "أمّ بطلة" سعيد...