Skip to main content

حياتك حقّ وليست مطلب

حياتك حقّ وليست مطلب

هل تصدقون أن النّسبة الأكبر من جرائم الشّرف... تحدث فقط... بسبب الشّائعات والشّكوك، دون أي إثبات قاطع...

ما زالت المرأة في العالم تكافح من أجل الحصول على أبسط حقوقها... وعلى المساواة... ولكن، المطالبة بحقّها في "الحياة" هو أشدّها كفاحًا في ظلّ هذا العالم الذّكوري، الذي أحلّ للرّجل ممارسة حياته بالشّكل الذي يريده... عالمٌ تختلف فيه مفاهيم الرّجولة لبعض الرّجال، فمنهم من يرى أنّ الزّوجة أو الأخت هي إحدى ممتلكاته الشّخصيّة التي يحقّ له التّصرّف بها كما يشاء، سواء أكان بتعنيفها أو بإستعبادها أو حتّى بقتلها!

مجتمع جاهل يحللّ القتل ويحرّم الحبّ.

"عشرون ألف" امرأة عربيّة سنويًّا تُقْتَل بسبب العنف والاضطهاد وجرائم الشّرف والإغتصاب.

جرائم الشّرف، أو ما يُسمَّى بغسل العار، هي من أهمّ القضايا التي تمسّ المرأة وحياتها... جرائم الشّرف، لمن لا يعرفها، هي قيام أحد أفراد الأسرة من "الذّكور" بقتل الزّوجة أو الشّقيقة لأسباب تكون غالبًا تتعلّق بشكوك حول ممارسة المرأة في هذه الأسرة بفعل مخلّ بالأخلاق أو بالخروج عن ثقافة العائلة، سواء بالزّنا أو بالزّواج من دين آخر، أو أن تكون على علاقة مع أحدهم من غير علم الأهل، وحتّى إن تعرّضت للإغتصاب، بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى.

النّسبة الأكبر من جرائم الشّرف تحدث فقط بسبب الشّائعات والشّكوك، دون أي إثبات قاطع... وبرأيي، حتّى لو لم تكن شائعات، فلا يحقّ لأحد سلب أيّ إنسان روحه... فهو لا يمتلكها أساسًا... وبسلبه الآخر حياته، فإنّه يتعدّى على سلطان الله... لأنّ الله هو المعطي والآخد للحياة... فمَنْ هو الإنسان ليعطي نفسه سلطة الله بأخذ حياة شخص لأنّه قام بعمل لا يتناسب مع مبادئه أو مع عاداته أو أيّ كان؟ و ما أبشع أن تقوم عائلة بقتل أحد أفرادها، بدم بارد، متماشية مع ما يسمّى بمبدأ "غسل العار"، وللأسف... فإنّ القانون في العديد من الدّول لا يحمي الضّحيّة... بل يقوم بالحكم على المتّهم بسنوات قليلة أو حتّى أشهر معدودة... و في أحيان كثيرة يتمّ تخفيض العقوبة بسبب مطالب أهل الضّحيّة بالتّساهل... فعادة ما تكون عائلة الضّحيّة متواطئة مع الجاني في تنفيذ الجريمة، وتخفّض عقوبة القاتل إلى النّصف في هذه الحالات.

تقوم العديد من البلدان حاليًّا بالقيام بحملات وثورات غضب تجاه ما يعرف "بجرائم الشّرف"، لفرض عقوبات شديدة على من يقوم بهذا العمل المتوحّش، الخالي من الرّحمة والإنسانيّة تجاه المرأة...

حياتك... جسدك... كيانك... مشاعرك... أفكارك... مبادئك... هم ملك لك، ولا يحقّ لأحد التّعدّي عليكِ لمجرّد اختلافك معه مهما كان، سواء أكان فردًا في العائلة أم لا... هي ملكك أنتِ وحدك... ليس لأحد سلطان على روحك سوى الله...

التقاليد, العادات, الحبّ, حقوق المرأة, حقّ الحياة, جرائم الشّرف, حماية القانون, الجاني والضّحيّة, عقوبة القتل, الرّحمة والإنسانيّة

  • عدد الزيارات: 1846