Skip to main content

تاريخ صلاحية الحب

تاريخ صلاحية الحب

هو يراها أفضل وأنسب نساء الكون، هي تراه آدم الوحيد الّذي يناسبها في الدنيا... ثمّ... هل للحبّ تاريخ، تنتهي بعده صلاحيّته؟؟

أين ذهبت المودّة والرّحمة الّتي تمنّيناها؟! من فينا المقصّر؟! أين وعودنا عن السّعادة! هل للسّعاده تاريخ صلاحيّة، تنتهي من بعده؟ هل صحيح أنّه يوجد "تاريخ صلاحيّة الحبّ"؟؟

يقول الكتاب: وجعلنا بينهم مودّة ورحمة،

وانطلاقًا من هذا القول، سعينا للإسراع بالزّواج، وبتأسيس تلك المودّة والرّحمة الّتي كنّا نشتاقها... وبالفعل بدأنا بها...

فأنا كنت أشعر بتلك المودّة والرّحمة، حين كان يراني أفضل نساء الكون... فاختارني... ورأيته أنا كذلك، وانتظرنا أن تدوم... لكنّها بقيت مجرّد أماني وأحلام.

أنا لا ألومه وحده... بل ألومني معه... وأيضًا... ألوم ما أوصَلَنا إلى هذا. لقد علّمتني الحياة أن أحلّل المواقف بصدق مع النّفس، كي أعرف سبب المشكلة... ومن ثمّ أستطيع أن أقف على بداية الحلّ.

فالمودّة والرّحمة والحبّ كنّا نتمنّاها بالفعل... ولكنّنا لم نفهم معناها ولم ندرك جوهرها كي نعيشها. ظننّا بأنّ الحبّ يعني ألّا تصادفنا المشاكل، فصرعته حين واجهناها... وظننّا بأن المودّة هي في الإلتصاق، فكبّلت حرّيّة كلّ منّا وضيّقت مساحتها... والرّحمة ضاعت في دهاليز أنانيّة كلّ منّا واضمحلّت في إعصار الرّغبة بالإنتصار...

فهل علاقتنا هذه كانت مؤرّخة لمدى معيّن؟!... بالحقيقة نعم...

حين رأى بأنّ غيري أفضل مني... كيف يمكن للرّحمة والمودّة أن تستمرا بعد أن رآني لم أعد كافية له... بل وخانتني عيناه ومشاعره وكلّ ما فيه... وذهب لامرأة غيري؟! وكرّر على مسمعها ما كان يثنيّ عليّ به يومًا؟!

إذا لم تكن هذه خيانة، فماذا هي الخيانة؟!

كان بيننا عهد... ونقضه هو... ومن نقض العهد لا أمان معه... وكيف يملك المودّة والرّحمة من لا عهد له؟؟

هل تعلم من الجاني؟؟ هل هو الجاني أم أنا؟؟

الحقيقة هي، أنّ هناك جانيًا آخر... وهو الّذي وضع تاريخ انتهاء صلاحية هذا الحب... الجاني هو الفكر وليس الإنسان، الفكر الّذي ظنّ أنّ الخيانة تتّفق والمودّة والرّحمة. الفكر الّذي جعل للمرأة زمنًا معيّنًا.. وبعدها تصير كخيل عجز... فيتخلصون منه بطلقة الرّحمة... أيّ رحمة في طلقة أنهت حياة الخيل؟! وأيّ رحمة في طلاق أنهى استقرار أسرة؟!

صحّحوا الفكر! فيصطلح كلّ منّا وسنعرف معنى الحبّ،

الحب أن أسعد بما أقدّم لك أكثر من سعادتي بما تقدّمه أنت،

الحبّ أن أعلم أنّك أماني وأنّني سكنك،

الحبّ أن نتعلّم كيف نواجه مشاكلنا يدًا بيد،

الحبّ... من أجله أترك كلّ أهلي وأذهب آمنة إليك...

"اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ، فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ "سفر المزامير 45: 10، 11

الطلاق, الحب, الحنان, الأسرة, الخيانة, الأمان, المودة والرحمة

  • عدد الزيارات: 2903