Skip to main content

التعصب وأحادية الرأي

التعصب وأحادية الرأي

تزايد في الآونة الأخيرة التعصب وأحادية الرأي وأحيانا اللا منطق... فمن الناس من يعتقد أن التشويش على فكر الآخر والتقليل منه...

يرفع ويؤيد فكره ويجعله هو الأصوب وأعتقد أن الأمر غير ذلك!!

فكلما نضج العقل وتفتح الذهن وإستقامت الأهداف، كلما كان حديثنا له مصداقيه وقبول من جميع الأطراف

كلما أدرك كل منا أن كل الأمور بمشيئة الله وسماح منه تكون، كلما كان ذلك يسوقنا للحديث المتعقل البعيد عن أي عنترية وتعصب

وإليكم ما قرأته نقلا عن جريدة "المصري اليوم" بقلم الدكتور ناجح إبراهيم

"جاءني صديق مسلم عاش فترة طويلة في أوروبا فتبادلنا الحديث سوياً ثم قلت له: إنني أفكر في أن أكتب عن المسيح عيسى عليه السلام. فقد شعرت بأننى خطبت وتحدثت وكتبت عن سيدنا يوسف ويعقوب وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام. ولكنني لم أتحدث إلا نادراً عن سيدنا عيسى. ولم أكتب عنه حتى اليوم. ثم أردفت قائلا ً: هل تتخيل أنى لم أجد أحداً من دعاة أو أبناء الحركة الإسلامية كتب عن سيدنا عيسى عليه السلام. وهذا تقصير كبير في حق هذا النبي العظيم.

قال الرجل: نعم هذا عجيب جداً بالنسبة لنبي ضمن خمسة من أولى العزم من الرسل. وهم من هم بين رسل الله جميعاً في المكانة والعطاء والصبر والأثر الطيب.

عزمت أمري على الكتابة عن سيدنا المسيح عيسى عليه السلام. وظننت الأمر سهلا. لكنى وجدته صعباً جدا ووجدتني أتضاءل أمام قامة وقدر المسيح عليه السلام.

إزدادت مكانة العقاد* عندي بعدما إستطاع أن يخوض غمار التجربة ليكتب عن العظماء والخلصاء مثل سيدنا محمد وعيسى والخلفاء الراشدين وغيرهم. وارتفعت مكانة رائد الأدب الإسلامي وأستاذ كل الأجيال خالد محمد خالد الذي تربينا على كتبه وتعلمنا منها كيفية الولوج إلى الكتابة الرائعة والسهلة الممتنعة عن القامات العظيمة التي كتب عنها، ومنها كتابه العظيم «معاً على الطريق محمد والمسيح».

أدركت حجم الصعوبة التي قابلها هؤلاء الأفذاذ وهم يفتحون لكل الأجيال خزائن أسرار عظمة هؤلاء الكرام. وكوامن الخير المتدفق من قلوب هؤلاء الرسل العظام الذين أحبوا الله حقاً فأحبوا خلقه جميعاً وأرادوا هدايتهم. وقدموا هداية الخلائق على راحتهم وسعادتهم وتجشموا المصاعب رحمة بالناس وشفقة عليهم.

ظللت أنقب وأبحث وأسأل خائفاً وجلا: كيف أبدأ الحديث عن السيد المسيح عليه السلام. وكلما قرأت أو سألت أو تفكرت أو تناقشت مع عالم حول السيد المسيح إزداد حبي له وتقديري لعطائه ورسالته؟

لقد هزني في هذا النبي العظيم كل ما فيه من خصال. هزني هذا التسامح العظيم الذى بهر به المسيح الدنيا كلها حتى اليوم. بهرني حبه للجميع حتى للذين آذوه وشتموه وأهانوه.

شعرت بأن هذا النبي كتلة من الحب تتحرك بين الناس وعبر الأجيال لتنقل الحب والعفو والتسامح من جيل لجيل. ومن زمان لزمان. ومن بلد لآخر. وهل تجود الأزمان والبلاد برجل يقول «أحسنوا إلى مُبغضيكم وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم». أي قلب هذا الذي حمل هذا القدر من العفو والرحمة ليتخلق بأسماء الله الحسنى حق التخلق. ويترجمها إلى واقع بشرى حي يعيش مع الناس ويحيا بينهم.

آه يا سيدي لو كُنتَ بين (العرب) المصريين اليوم وبعضهم يقتل بعضا ويجرح بعضهم بعضا ويدعو بعضهم على بعض ويتمنى كل واحد لمنافسيه السوء والشر لرأيت العجب يا سيدي. وأدركت أن دعوتك هذه للتراحم والغافر والتسامح. قد ذهبت أدراج الرياح.

آه يا سيدي المسيح لقد ضاع الحب من أرضنا مع أشياء جميلة ضاعت كذلك. فلم يتذكر الناس قولتك الأثيرة «الله محبة» بما تحوي من معانٍ كثيرة رائعة. فالقلب الذي يعرف الله حقاً يفيض بالحب والرحمة لخلق الله جميعاً. والذي لا يعرف الله لا يعرف شيئاً في معاني الحب والرحمة. فلا يعرف سوى الكراهية والمقت والجفاء والجفوة.

آه يا سيدي. لقد تبخر الحب من قلوبنا (مسلمين ومسيحيين) ليحل مكانه أسوأ معاني الكراهية وإرادة الشر للآخر.

يا سيدي نفدت مساحة مقالي الأسبوعي ولكن لم ينفد مداد الحب الذي سأكتب به عنك وعن رحمتك وعفوك وتسامحك ومحبتك لربك ولرعيتك ولكل الخلق. فإني أعتقد جازماً أن الكراهية لم تعرف قلبك الطاهر أبداً. سأبدأ يا سيدي المسيح في الكتابة عنك. كتابة محب لحبيبه. وتلميذ لأستاذه. ومتأسٍ لمن يتأسى به. فالدنيا كلها في حاجة لهديك وهدى سائر الأنبياء. فبهادكم إهتدينا. ومن قبس نوركم أضاء الله لنا الطريق. فإلى الكتابة عن الحبيب عيسى عليه السلام. نستكمل الحديث في الأسبوع القادم إن شاء الله. فإلى لقاء."

فمجدا لك أيها العظيم

مبارك انت يا من قال عنك "جعلني مباركا اينما كنت "

مجدا لك يا مرتجى الأمم بين

من ينتظرونك لتخلصهم

ومن ينتظرونك "حكماً عادلا مقسطا بين الناس"

ومن ينتظرونك المسيا الملك

التعصب, الناس, العقل, المسيح, النبي, الرحمة, صديق, العرب

  • عدد الزيارات: 2309