قبس من نور

كثيرا ما نتعاطف مع الاقل حظا... ونفكر ما عسانا أن نفعل....

إن قوافل النور لا تزال تسافر كل حين، لتوصيل الحب والعطاء إلى اليد التي تحتاجها، فلعلنا نستطيع ان نكون أحد المساهمين فيها ولو بالابتسامة او بالفلسين.

إن عمل الخير والرحمة هو فلك نوح الذي ينقذ الذي ركبه المخلصون ليكونوا نور العالم وينشروا رسالة المحبة لكافة الناس

في ظل الغلاء الذي نحياه في معظم بلادنا العربية هذه الأيام، ربما يستطيع الناس بالكاد ان يفوا باحتياجاتهم الأساسية، وربما كان هذا يشعرنا بالألم أحيانا، لكن إن كنا نعمل ونسدد بالكاد الاحتياجات فهناك الاف من الناس في تلك الأيام لا يستطيعون ان يفوا بقوتهم وقوت أبنائهم.

كثيرا ما نتعاطف مع هؤلاء قائلين في أنفسنا لو كان لنا مقدرة ماليه ربما استطعنا ان نعتني بهم ونسدد احتياجاتهم.

لكن في الحقيقة هناك امرأة حولت تلك الفكرة الي حلم، حققته واسعدت به الكثير 

هي امرأة شجاعة «تبنت» 53 ألف رجل

إنها "سحر شيخ"، البريطانية من أصول باكستانية وأفغانية.

الفكرة راودتها عندما وقفت في طابور انتظار مع طفلها في أحد محال التسوق، وكان أمامها عامل من بين خمسة ملايين عامل في الإمارة، ولم يملك العامل حينها ما يكفي من القطع النقدية ليدفع ثمن كيس من الخبز وقارورة صغيرة من اللبن الرائب. وتساءلت" شيخ" في قرارة نفسها عما يمكن أن تفعله لمساعدة العامل.

عندها، توجهت إليه قائلة: «يصادف اليوم عيد ميلاد طفلي. واحتفالاً بهذه المناسبة، يمكنك أن تشتري ما ترغب فيه من هذا الدكان». فتوجه الرجل من جديد إلى داخل المتجر، وخرج حاملاً بيده قارورة من الحليب بنكهة الفراولة. وقالت شيخ: «لم يحاول استغلالي، بل كان متواضعاً ولطيفاً».

وقررت " شيخ" بعد تسع سنوات من هذه الواقعة ان تُأسِس المبادرة الخيرية، التي تقوم على توفير خدمات لدعم 53 ألف عامل أجنبي، موزعين على 52 مخيماً للعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعادة ما تقول شيخ: (لدي أربعة أطفال، وتبنيت 53 ألف طفل). لا شك في أنها وظيفة غير سهلة ولكنها محبة تشبع العاطي والمعطي وتمتعنا برضى الله.

"والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" المعارج 24 

"إعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ".  لوقا 6:38