نزهر بكلمة ونذبل بأخرى...
إنّ أبسط التصرفات قادرة على إحداث فرق كبير... كلمة طيبة قادرة أن تضيء قلباً مظلماً...
إنّ العالم الذي نعيش فيه مليء بالآلام والمعاناة... فكل إنسان تقريباً يحمل في داخله وجعاً خاصاً، هموماً خفية، أو جراحاً لا يبوح بها لأحد....
وما يزيد الأمر صعوبة أنّنا لا نرى هذه المعاناة دائماً، خصوصاً في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يبدو الجميع في صورهم وحكاياتهم وكأنهم يعيشون أجمل حياة... نرى الضحكات... والرحلات والألوان الزاهية... لكننا لا نرى الدموع التي تُمسح بعيداً عن الكاميرا، ولا الصراعات التي يعيشها القلب بصمت...
غير أنّ الواقع يفضح نفسه من خلال الأرقام والإحصاءات.... نسب الإدمان على المخدرات... والإفراط في شرب الكحول... وارتفاع معدّلات الانتحار بين الشباب كلّها دلائل واضحة على الضغوط الهائلة التي يواجهها الجيل الجديد....
شباب في مقتبل العمر يجدون أنفسهم مثقَلين بتوقعات المجتمع... وبسباق النجاح... وبمقارنات لا تنتهي مع حياة الآخرين التي تبدو مثالية على الشاشات....
وفي ظل هذا الواقع المؤلم، نحن جميعاً مدعوون إلى أن نكون جزءاً من الحل... لا جزءاً من المشكلة. نحن مدعوون إلى أن نفعل ما هو صواب....
وما هو الصواب؟ أن نكون مشجِّعين... أن نزرع الأمل حيث يكثر اليأس... وأن ننشر كلمات الطمأنينة حيث يعلو صوت الخوف....
ابتسامة صادقة قد تخفّف عن شخص عبئاً ثقيلاً... مجاملة صغيرة قد تعيد الثقة إلى قلبٍ فقدها... حتى كلمة "شكراً" أو "أحسنتِ" تحمل في داخلها قدرة سحرية على تغيير مزاج يوم كامل لشخص ما...
كذلك، لفتة بسيطة مثل مساعدة محتاج... أو مشاركة صديق في أزمته... أو حتى إرسال رسالة قصيرة مليئة بالمحبة... كلها أعمال صغيرة لكنها عظيمة في معناها.
إنّ الناس في عالم اليوم جائعون إلى الخير... عطاش إلى الطيبة... ومتلهّفون إلى أي بادرة حب أو تشجيع... لذلك، فلنجعل من وجودنا نوراً في حياة الآخرين... ولنكن نحن الصوت الذي يقول: "أنت لست وحدك، أنا هنا."
وفي النهاية، قد لا نغيّر العالم بأكمله... لكننا بالتأكيد قادرون على أن نغيّر حياة إنسان واحد... وربما نعيد إليه الأمل الذي كان على وشك أن يفقده.... وهذه أعظم رسالة يمكن أن يحملها جيلنا للعالم.
"فلنترك وراءنا أثراً من نور، فما أحوج العالم اليوم إلى قلوب مشبعة بالرحمة."
لا تبخلوا بكلماتكم، هناك زاوية قريبة في القلب، مهمتها الاحتفاظ بالكلام الليّن وقت الانكسار، والاستفادة منه وقت الحاجة ....
أسرفوا بالكلمة الطيبة، فهناك متعبون لا يتعافون إلا بها ...
نزهر بكلمة ونذبل بأخرى...
الكلمة, الدموع, الابتسامة, الأمل, الهموم, الرحمة, السّباق, التّصرّفات, التوقعات, الأثر
- عدد الزيارات: 477