لا دَيْن...
هي ليست بمشكلة حسابات... إنّما هي مشكلتك... أنت...
المنطق يقول، أنّ الحسابات الشّخصيّة لا تصطلح عبر عمليّات حسابيّة وأرقام... إنّما هي في إصلاح بعض الأمور فيك أنت... هي عادة يحب أن تعتادي عليها.. خارطة طريق تتبعينها... هي مجموعة قواعد، إن اتّبعتها، أصبحت عادة تمتلكينها وتستمرّين بها...
القاعدة الأولى تقول بألّا تستديني المال من أحد أبدًا... عليك العيش بما تجنين... أو تتقاضين... عندما تنجحين في هذه الخطوة، يصبح بإمكانك أن تنتقلي إلى الخطوة التّالية...
من هنا يمكنك الإنطلاق نحو الإدّخار... أوّل ما عليك أن تضعي نصب عينيك هو إدّخار كمّيّة توازي مجموع دخلك لثلاث أشهر... وهذا المبلغ يجب وضعه بأمان لحالات الطّوارىء الّتي يمكن أن تصادفك في أيّ يوم كان...
بعد ذلك يمكنك أن تدّخري حتّى تسدّدي كلّ ديونك العالقة... ومن ثمّ تباشرين بالإدّخار نسبة 10% من دخلك الشّهريّ...
هذه الخطوات تقومين بها بالدّرجة الأولى باقتناع "نفسيّ" و"فكريّ"... لا حسابيّ... والخروج من تحت وطأة الدّين هي أمر يحتاج إلى التّشجيع والتّحفيز من قِبَلِك أنت... عبر الشّعور بالأمل...
صدّقي هذه الخطوات فعّالة حقًّا... عندما ترافقينها بالحسابات الرّقميّة... وهكذا تبعدين عن نفسك احتمال الوقوع في مأزق مادّيّ... ولكن، عليك مرارًا وتكرارًا أن تتذكّري بأنّها ليست عمليّات حسابية فقط... لأنّك إن فشلت، فستكون المشكلة لا في حسابات خاطئة بل في طريقة تفكير خاطىء منك أنت...
أقصر طريق بين ما أنت عليه الآن وبين الإدّخار حتّى تمتلكين ما يكفي من الرّصيد هو أن تمسكي بزمام الأمور جيّدًا، وأن تتحكّمي بما لديك بين أيديك... أعني بذلك، مدخولك أو كمّيّة المال الّتي تنتجين... الكمّيّة لا تهمّ... فالخطوات السّابقة هي فعّالة جدًّا للبدء بالعمل عليها... ضعي الخطّة... وإن لم تتبعيها جيّدًا وتفكّري بالنّتيجة، فإنّها تبقى حبرًا على ورق.. ولن تحقّقي ما تبتغين...
حاولي إيجاد طريقة لتحدّي من الخسائر، أو على الأقل لتقلّليها إلى أقصى درجة ممكنة...
اسألي نفسك لماذا تستدينين المال؟! اسألي نفسك، هل ما أنفقه هو ضروريّ؟! أو أنّه حاجة ماسّة؟! بماذا يفيدني حقًّا؟! أو أنّه مجرّد مضيعة للمال أو من دون نتيجة دائمة؟!
استدانة المال هو أسوأ ما يمكنك فعله في حقّ دخلك الشّهريّ... كذلك أمر الإنفاق على أمور غير هامّة ولا تعود بالنّتيجة المرجوّة... ما أعني بالأمور غير المهمّة هي ابتياع أمور تتلف بسرعة، أو فقط لحاجتها من أجل المظهر أو التّباهي...
من النّاحية الأخرى، أن تتخلّي عن أمور غير هامّة... وأن تتغلّبي على الرّغبة بشرائها... هو أمر يمكننا أن نسمّيه "النّضوج"... وهذا النّضوج ينبع من التّفكير الّذي يردّد في الذّهن عبارة: "أريد أن أتخلّى عن هذا أو هذه الآن حتّى أنجح على المدى البعيد"... هو الإقتناع بأنّ الإنفاق يمينًا ويسارًا يأتي فقط بلذّة لحظيّة... أو سعادة قصيرة المدى، لا تدوم... لذا اختاري المدى البعيد الّذي يأتي بمكافآت أكبر وتدوم لمدّة طويلة...
97% من الّذين يعيشون فوق خطّ الفقر هم من استطاعوا تحصيل درجة علم جيّدة... ومن ثمّ حصلوا على وظائف جيّدة عادت عليهم بنتائج عظيمة... لذا اختاري أن تكملي دراستك كخطوة أولى... حينها تحظين بفرص أوسع للنّجاح، حتّى وإن عملت في حقل مختلف عن الشّهادة الّتي درست من أجلها...
من الأفكار المحفّزة أيضًا، يمكننا إضافة بعض النّقاط...
من الأفضل تأخير سنّ الزّواج... إلى أن تصبحي جاهزة تمامًا لهذه الخطوة...
وبعد الزّواج، من الأفضل عدم الإنجاب سريعًا حتّى تستقرّ حياتك مع الزّوج، وبعد أن تستطيعان ادّخار بعض المال للأوقات الطّارئة...
جاولي ما استطعت ألّا ينتهي بك الأمر بأمّ عزباء... فاثنين أفضل من واحد...
في الكتاب المقدّس، وتحديدًا في سفر الأمثال، يتكلّم الحكيم عن بعض الأفكار الّتي تغني الحكمة فينا في ما يتعلّق بهذا الموضوع... ويعطينا مفارقة مهمّة بين الحكمة والجهل، إذ يقول بأنّ من يمتلك الحكمة يفعل هذا وذاك، بينما من يفتقر إليها ويملأ ذهنه الجهل يفعل هكذا وهكذا... إن زرعت الذّرة... تحصدين ذرة...
توقّفي عن محاربة الواقع... ولا تقارني حالك بحال الآخرين... ليس عليك أن تملكي ما يمتلكه أصدقاؤك... لأنّك إن فكّرت هكذا، فإنّك تبتعدين عن واقع حياتك أنت... وسيوجد دائمًا من هو أذكى أو أغنى أو... أو...
لا يهمّ أنت من أين تأتين... بل المهمّ هو إلى اين ستصلين! ولا تنسي أبدًا، الأمر ليس متعلّق بكمّيّة المال الّتي تمتلكين... إنّما على شخصك أنت وكيف تتعاملين مع هذه الكمّيّة... فهذا الأمر هو المكوّن الأساسيّ في وصفة النّجاح...
النجاح, الحكمة, الغنى, الجهل, الفقر, النضوج, الإدخار, سفر الأمثال, إنفاق المال, الوقوع في الدين, استدانة المال
- عدد الزيارات: 2580