Skip to main content

توأم الروح

توأم الروح

للأسف... قد صرت غريبة عن نفسي... فقلّما كنت آخذ وقتًا كافيًا لي...

لا شكّ أنّ مواصفات شريك الحياة هي من الأمور الّتي تشغل فكر أغلب النّساء، لا سيّما في مرحلة عمريّة معيّنة، فالّذي يناسبني أمر يشغلني... لأنّه الشّخص الّذي سيشاركني مراحل حياتي كلّها، بكلّ ما فيها، وينبغي أن يكون متوافقًا معي... فكيف أجده؟!؟!

تقول لي إحداهنّ "لقد أنفقت سنوات من عمري أبحث عن توأم الرّوح... وبعد ما حاولت كثيرًا ولم أجده، قرّرت أن أبقى بلا شريك"... ولكنّني قلت لها: "من المحتمل ألّا يكون هذا هو الحلّ... فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعيّ، لا يعيش سعيدًا معزولًا عن الآخرين... ولكن... يمكن أن يكون الحلّ في أن نعيد البحث في مكان آخر!!!"

فكّرت في كلامها... ربّما ننسى أحيانًا أن نجد أرواحنا أوّلًا... ومن ثمّ نبحث عمّن يشاركن بها... فنحن بحاجة أن نتعرّف جيّدًا إلى أنفسنا قبل أن نبحث عن توأم الرّوح... ونسأل: هل التقينا أوّلًا بأرواحنا، لكي نبحث لها عن شريك؟

في زحام الحياة، أحيانًا كنت أنسى أن أمنح نفسي الوقت كي أجلس معها، وأتعرّف على احتياجاتها، فأتكلّم معها، كي لا أترك الجليد يغلّف علاقتي برواحي، ولا أفقد الحديث سويًّا... وأيضًا، للأسف في زحمة الحياة وضعت هذا الأمر من ثانويّاتي لا في أولويّاتي، على الرّغم من أهميّته.

للأسف... قد صرت غريبة عن نفسي... أحيانًا صرت أشعر بأنّني قد تحوّلت إلى آلة... آلة مبرمجة... لها التزامات محدّدة، تعمل بحسب روتين منظّم... تستيقظ كلّ يوم كي تقوم بالبرنامج، ولأنّ الإلتزامات والواجبات لا تنتهي... فقلّما كنت آخذ وقتًا كافيًا لي.

كنت أشعر أنّني أقتات حياتي من بقايا يوميّاتي... لذا قرّرت أن أعيد ترتيب أولويّاتي، وأضعها في مكانها الصّحيح، فقبل أن أنطلق إلى ما حولي وأبحث عمّا تحتاجه نفسي، عليّ أن أعرف نفسي من الدّاخل كي أنطلق انطلاقة صحيحة.

لذا فقراءة وترتيب الأولويّات يجعلني أعرف أين أنا... وإلي أين أذهب... بل ومن أين أبدأ...

هل تدركين نفسك جيّدًا... فتقدرين على اختيار شريكك الصّحيح؟؟؟

النفس, الإختيار, شريك الحياة, الشّريك, الواجبات, زحمة الحياة

  • عدد الزيارات: 2589