Skip to main content

العطاء والحاجة

العطاء والحاجة

هل شعرت يومًا بطاقات إيجابيّة تبث لك من خلال الحبّ والتّشجيع؟؟؟ إرتبط في ذهن البعض أنّ العطاء شيء يؤخذ منّا ويُمنح لغيرنا، وهذا ليس خطأ...

ولكن هل تعلمين أن هناك نوعًا من العطاء يشبع المُعطي قبل أن يُشبع المُعطى له؟

ربّما نعتبر أحيانًا أن الإحتياجات الماديّة لأحبّائنا هي الأولويّات، فنبذل كلّ جهدنا ويومنا واهتمامنا لتسديد هذا الإحتياج، ولكن قد نشعر أنّ طاقاتنا قد استُنفذت... ولكن من نحبهم ونبذل من أجلهم لا يزالون في حالة إحتياج.

فالعطاء هي كلمة تجمع أمورًا عديدة، يفسّرها كلٌّ حسب احتياجه وحسب طاقته أيضًا... فالبعض يظنّ أنّ العطاء معناه الإنفاق الماديّ فقط... لذا حسبوا أنّ العطاء هو أن ننتقص ممّا عندنا من مال أو أمور مادّيّة فنمنح الآخرين، ولكن لعلّنا نحتاج أن نعلم الآن أنّ هناك أنواع احتياجات أخرى، وأنواع عطايا أخرى جميعنا نحتاجها ونحتاج أيضًا أن نمنحها، لأنّ منحها لا ينتقص منّا بل نشعر بالشّبع حين نمنحها.

إنّه الإحتياج إلى الحبّ والتشجيع والإهتمام... فمن منّا لا يحتاج إلى هذه الأشياء مهما كانت احتياجاته المادّيّة مُسدّدة!؟

نحن نحتاج أن نشعر بالأمان والحبّ، نحتاج أن نُقدّمه ونناله، نحتاج لمن يقف ليساندنا ويشجّعنا ويردّد في مسامعنا "أنت تستطيع"، نحتاج التّشجيع من الآخرين لأنفسنا وأيضًا أن نبثّ نحن الشّجاعة عند الآخرين. كلٌّ منّا يمرّ في حياته بظروف يشعر فيها بعدم الأمان، ويحتاج فيها للتّشجيع، كلّ منّا يحتاج الشّعور بأنّه محبوب ويشعر بالأمان في إستمرار هذا الحبّ، وأنّه ليس معرّضًا لأن يفقده.

 نحن قادرون على تقديم التّشجيع والحبّ لكلّ من حولنا سواء أهلنا أو أزواجنا أو حتى المحيطين بنا، حتّى يحقّقوا كلّ ما في إمكانهم، وحتّى نشبع نحن أيضًا، فالعطاء في الحبّ يشبع الطّرفين، المعطي والمتلقّي، الحب والتشجيع مشاعر تمنح الإحساس بالقيمة والثّقة بالنّفس. فعندما نشجّع أحداً، فنحن نشّجع أيضًا أنفسنا ونرسل رسالة للآخر تقول: "إني أؤمن بك".

وهذا شعور جميعنا نحتاجه... ويجعلنا نشعر بقيمتنا، ونبذل ما في وسعنا، ونستطيع به أن نُكمل عملنا بصورة أفضل، مهما نمُرّ به من مصاعب وفشل، فلا بدَّ من وجود تشجيع وحافز لأنفُسِنا يقوّينا إذا سقطنا، يُحفِزُنا مهما كانت الظّروف، وإلّا فسوف نقع في أوّل حفرة تواجهنا.

الحب, العطاء, التشجيع, المشاعر, الثقة بالنفس, الإهتمام, الحاجة

  • عدد الزيارات: 2327