المال... وأشياء لا ثمن لها
هناك أشياء في حياتنا لا يمكننا الحصول عليها حتّى وإن كنّا أثرياء؟ من الطّبيعي أن يكون لدينا عملاً كي نستطيع أن نؤمّن حياة كريمة لنا ولعائلتنا.
فمن عملنا نجني المال الّذي به نبتاع كلّ ما نحتاجه في حياتنا اليوميّة. أمّا الأهمّ هو أن ندّخر بعض ما نجنيه لأيّام الشّيخوخة، أو المرض، أو حتّى لأيّام الفرح كي نقيم الحفلات نفرح مع الأصدقاء... ولكن هل فكّرنا يومًا بأن هناك أشياء لا يمكننا الحصول عليها بالمال؟
تذكرت... أمّي الّتي توفّيت فجأة، بين ليلة وضحاها، نظرت حولي فإذا بأمّي ليست موجودة، وأخذت الذّكريات تنهال على رأسي كأنّها مطرقة هدفها تحطيمي. كنت أقضي معظم وقتي في جامعتي وفي عملي، لذا فأنا لم أتواجد في المنزل لمعظم ساعات النّهار. صحيح أني كنت أعمل كي أؤمّن المال... ولكن لم أعطي أمي إهتماما جادا عندما كنت متواجدة...
الآن، لديّ ابنتان، وهما أغلى ما أملك... ما زلت أعمل كي أؤمّن حياة كريمة، إنّما... أعلم حقّ العلم أنّه من المهمّ أن أستمتع بأوقات مع أحبّائي وهذا بالنّسبة لي أهمّ ما يمكنني القيام به. إذ تأكّدت، بعد سنوات طويلة من العمل المضني والتّعب لأجل جمع المال، أنّ هناك أشياء في حياتنا لا يمكننا الحصول عليها حتّى وإن كنّا أثرياء؟
يمكننا بالمال شراء أسرّة وثيرة، ولكن لا يمكننا شراء نوم مريح.
الجواهر الثّمينة تشترى بالمال، لكنّ الجمال لا يشترى.
بالمال نستطيع شراء الأدوية ولكن الصّحّة لا تباع لنشتريها.
نبقى لسنوات نسدّد أقساط لضمان تأمين الحياة، لكن لا نقدر أن نبتاع تأمينًا ضدّ الموت.
نشتري الكتب لنرصفها على الرّفوف في منازلنا لكنّها لا تقدّم لنا الذّكاء.
نبتاع المنازل والأراضي والممتلكات على الأرض، ولكنّ يوما ما سنتركها لغيرنا!!
فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟
العلم, الحياة, المال, الفرح, الأم, الخسارة, الإنسان, الربح
- عدد الزيارات: 4773