Skip to main content

صندوق الهموم

صندوق الهموم

كانت تقول لي أمي لو حملك ثقيل تقاسميه مع أحد، ولم أكن أدري وقتها أنه من الممكن أن يحمله كاملا عنى أحد، إلى أن فهمت كلامها.

كان هناك فتاة تحمل همومًا كثيرة، وليس لها من يعنها عليها سوى أمها، التى كانت تقول "خليها على الله"،  فكانت الفتاة لا تقتنع بتلك الكلمات، وتعتبرها محاولة لإغلاق الحديث.

 كانت دائما حزينة وتحمل هموما، فاقترحت عليها أمها أن تقسم مشاكلها إلى قسيمن.

الأمور التي يمكنها معالجتها... والتي تبدأ بمعرفة أسبابها والعمل عليها.

والأمور التي ليس في استطاعتها حلها...

أن تكتب همومها كل يوم على ورقة وتضعها بصندوق، وألا تفتح هذا الصندوق إلا يوم واحد كل أسبوع لتفكر فيها.

لم تقتنع الفتاة بفكرة الصندوق ولكنها قررت التجربة، ففعلت كما نصحتها أمها وكتبت على الصندوق  "صندوق الهموم".

وبعد أسبوع فتحت الصندوق ووجدت به مع أوراقها CD، فتحت السي دي وكان بداخله مقطع فيديو لها حين كانت تتعلم المشي.

 كانت لازالت أطرافها ضعيفه وكانت تعاني وهي تستند حتى تقف وتنتقل من خطوة لخطوة، فتذكرت تلك المعاناة واستدارت سريعا لنفسها بالمرآة، فأدركت أنه لولا تلك المعاناة في تعلم المشي لما كانت تستطيع المشي الآن.

إكتشفت الفتاة أن الله يسمح أحيانا أن نمر بضيقات حتى يعلمنا منها، و"لكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" 1كو13:10.

أدركت أن الله أحيانا يسمح بوجود أحجار بالطريق ولكن ليس لتعرقلنا، بل حتى نتعلم منها ونقفز فوقها.

فغيرت إسم الصندوق وكتبت عليه "إلق على الرب همك فهو يعينك"

لعلنا نحتاج إلى هذا الصندوق بحياتنا الآن، صندوق الرجاء والثقة في صلاح الله، نبقى فيه أوجاعنا، عالمين أن الله قريب، "أجيب دعوة الداع إذا دعاني"... أبشر بخير فإن الفارج الله.

الرجاء, الثقة, المشاكل, الألم, الهموم, الأحمال

  • عدد الزيارات: 2800