حــريَّـة أم عـــبوديَّــة؟!
الحرية لفظة قوية، وعميقة، وغنية... الحرية أمنية كل إنسان بل ضالته المنشودة. والتاريخ – القديم والحديث – يشهد كم من دماء أُريقت وتُــراق من أجل الحرية.
مما جعل معظم الناس يتمتعون بالحرية ظاهريا. لكن إنسان اليوم الذي ينعم بالحرية... هل هو حقاً حــرّْ؟!.
مع أن الإنسان حــر التفكير لكنه يفكر مُرغماً بما لا يتمناه، إذ ليس لديه سيطرة حقيقية على فكره. والإنسان حـرّ التصرُّف، ولكن سرعان ما يندم على تصرفات كثيرة لم يملك الحرية للإمتناع عنها... لهذا فهو عبد مع كونه حـرّ...
أما ذروة عبودية الحرية فهي ظاهرة في المسعى السافر للتحرر من الدين والتدين، ومن الضوابط الأخلاقية والروابط العائلية والإجتماعية. فنرى العالم في هياج صاخب وثورة وجموح نحو هذا النوع من الحرية...
ونرى شباب اليوم لا يريد من يسود عليه ولا من يراقبه أو يوجهه... زاعمين أن لهم ضمير وهذا يكفيهم، ولهم الحرية في كيفية العيش والتصرف. والنتيجة المروّعة: واقع مرير... شـر مستفحل... إباحية مخيفة... ضلال وتيهان... ودمار شامل للقيم والأخلاق...
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أصبح الإنسان الحـر عبداً ذليلاً لكل أنواع العادات الذميمة والميول الشريرة؟ لماذا زاد القلق وكثرت الجرائم وزاد الإنتحار وإرتفعت نسبة الطلاق؟؟؟.
السبب الأساسي برأيي هو أن هذا المخلوق البشري الضعيف إستقلَّ عن الله مستهينا بكلمته المباركة التي وحدها ترشد الإنسان في درب الحرية الحقيقية، والمحرّر الوحيد من كل أنواع العبودية.
ليتنا نعود إلى الله في صغائر أمورنا وكبائرها... في حياتنا الروحية، والإجتماعية، سواء كثرت معلوماتنا أم قلّــت، زادت إختباراتنا أم نقُصت، لأننا بالله نحيا ونتحرك ونوجد. وبدونه لا نستطيع أن نفعل شيئا... ولنتذكر أن الحرية الحقيقية تكمن في كوننا عــبيداً صالحين وأمناء لله كل أيام حياتنا...
- عدد الزيارات: 2798