Skip to main content

الله لا يخطيء أبداً...

كثيرا ما نتذمر ونتأفف حول الحياة والأمور السلبية التي تحدث لنا وننسى أن لا شيء يحدث لنا صدفة بل هناك قصد وهدف لكل شيء.

ليتنا في كل صباح جديد نسلم يومنا لله... ونسأله أن يُـلهم أفكارنا... ويقود أداءنا وأفعالنا، ويسكّن مشاعرنا، لكي لا نخاف بل نثق ونؤمن أن الله حقاً صالح وهو جلّ جلاله لا يخطيء أبداً...

قصـة: كان هناك ملك لا يؤمن بوجود الله وصلاحه، وله خادم مؤمن وكان هذا الخادم يردد في كل الظروف قائلا: سيدي الملك لا تُحبَط ولا تقلق لأن الله صالح ويعمل كل شيء كاملا ولا يخطيء أبدا...

في أحد الأيام ذهب الملك وخادمه إلى الصيد وفي الطريق صادفهما وحش بري هجم على الملك وإستطاع الخادم أن يقتل الوحش وينقذ سيده إلا أن الملك خسر أحد أصابع يديه. وبغضب شديد صرخ الملك في وجه خادمه الذي أنقذه قائلا:"هل الله صالح؟ لو كان الله صالحا لما تعرضت لهذا الهجوم وخسرت اصبعي".

أجاب الخادم: سيدي الملك، بالرغم مما حدث أستطيع القول أن الله صالح وهو يعلم لماذا حصل ما حصل، وكل ما يعمله كامل، الله لا يخطيء أبداً.

إستشاط الملك غضبا من هذا الجواب وفور عودته إلى القصر أمر بـوضع الخادم في السجن.

مرت الأيام وذهب الملك للصيد مرة أخرى، فأسِرَ من قِبَل مجموعة من الهمجيين المتوحشين الذين يقدمون ذبائح بشرية لآلهتهم. فأخذوه ووضعوه على المذبح إستعدادا لتقديمه ذبيحة لكنهم وجدوا أن الضحية لديه اصبع مفقود فاطلقوه إذ حسب معتقداتهم يجب أن تكون الذبيحة المقدمة للالهة كاملة وبلا عيب.

عند عودته إلى القصر أمر الملك بإطلاق سراح الخادم المسجون وأحضاره ولما مَثُلَ الخادم أمامه قال الملك للخادم بنبرة حب وحنان: "عزيزي، لقد كان الله حقا صالحا معي! إذ كِدْتُ أقْتَل من قبل أناس متوحشين لكن بسبب فقدان اصبعي أطلقوني! لكن لدي سؤال: إذا كان الله صالحا إلى هذا الحد، فلماذا سمح لي بسجنك؟

أجاب الخادم: سيدي الملك، لو ذهبت معك في هذه الرحلة لكنت أنا الضحية عوضا عنك لأنني لم أفقد اصبعي... لهذا تذكر سيدي الملك أن كل ما يعمله الله صالح وكامل والله لا يخطيء أبدا...

وعـبرة: كثيرا ما نتذمر ونتأفف حول الحياة والأمور السلبية التي تحدث لنا وننسى أن لا شيء يحدث لنا صدفة بل هناك قصد وهدف لكل شيء.

 ليتنا في كل صباح جديد نسلم يومنا لله... ونسأله أن يُـلهم أفكارنا... ويقود أداءنا وأفعالنا، ويسكّن مشاعرنا، لكي لا نخاف بل نثق ونؤمن أن الله حقاً صالح وهو جلّ جلاله لا يخطيء أبداً...

التذمر, الحياة, الصباح, القصر, الملك, الضحية, الخادم, الذبائح

  • عدد الزيارات: 2715