Skip to main content

زوجي وكرامتى

زوجي وكرامتي

اعتدت دائما أن اجلس إلى مائدة الطعام مع زوجي ونُشبك أيدينا من تحت الطاولة لنصلي ونشكر الله قبل الأكل. وفي أحد الأيام كان

هناك خلافا طفيفا بيني وبين زوجي.

وجلسنا كالمعتاد إلى طاولة الطعام بعد أن جهزت له الاطباق المفضلة لديه.

ومددت يدي كي اشبكها بيده ونصلي. ففوجئت إذ لم أجد يده.

ولأول مرة أكلنا دون أن نصلي سويا ونشكر الله من أجل اسرتنا وحياتنا.

صلى كل منا لوحده، وأكلنا في جو من الصمت والحزن، وشعرت أن هناك فجوة بيننا،

ولئلا تُهان كرامتي فكرت أن أكتم غضبي من هذا التصرف، لكن سرعان ما راجعت نفسي وقلت:

إن كرامتي وسعادتي تكمن في أن نكون اسرة مترابطة منسجمة ومُحـبة حسب قصد الله لكل عائلة.

ثـم سألت الله ماذا عساني أن افعل؟. وقلت: يا رب، قبل أن أتزوج صليت واستشرتك وتأكدت أن مشيئتك هي أن يكون هذا الشخص زوجا لي.

" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورحمة" الروم 21

"وما جمعه الله لا يفرقه انسان "مر10:9

ثـم قررت أن اكتب له رسالة عتاب...

 زوجي الحبيب، حين خلق الله آدم، خلق من ضلعه حواء معيناً نظيراً له. "لأنه ليس حسنا أن يكون آدم وحده".

لقد خلقني الله من ضلعك. وبوجودنا معاً يكتمل الكيان الذي خلقه الله، معك أشعر بالأمان،

حاولت أن أكون لك زوجة صالحة تسعدك وتعينك ولكن .....

وبينما أنا اكتب دخل زوجي الغرفة وقال لي: زوجتي الحبيبة، خلقك الله من ضلعي،

أنتِ ضلعي المفقود. اكتمل بوجودك معي. أحتويك فيكتمل كياني، لماذا لم تُمسكي بيـدي التي مددتها إليك؟

عندها أدركت أن كلينا مـدّ يده للآخر لكن في اتجاه معاكس. لكنني ظننت حينها أنه رفض أن يمسك بيدي...

نظرت إليه بكل حب واعتذرت منه ونسينا الخلاف في تلك اللحظة.

كثيرا ما نفقد سلامنا، وتتوتر العلاقة بيننا بسبب عدم مصارحة بعضنا البعض بالامور التي تزعجنا وتضايقنا.

إن المصارحة والبوح بما يزعجنا خير من حالة الخرس الزوجي وفقدان السلام والتفاهم والانسجام بيننا...

"اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم. ولا تُعطوا إبليس مكانًا" أف 4:26

زوجي, حواء, الطعام, الغضب, الخلافات, الأسرة, آدم

  • عدد الزيارات: 12954