العُزلة
الوحدة أو العُزلة... والإفتقاد إلى العِشرة أو الرِفقة، أسماء لها المعنى ذاته، وهي ردود فعل عاطفيَّة معقَّدة وغير سارَّة.
هي تشمل عادة الشعور بالقلق لعدم وجود ترابط أو إتفاق مع كائنات أخرى، وقد يطول هذا الواقع ويمتدّ نحو المستقبل أيضاً. وقد يشعر المرء بالعزلة حتى وإن كان مُحاطاً بأشخاص آخرين. وتتنوَّع مسببات العزلة لتشمل العوامل النفسيَّة والعاطفية والإجتماعيَّة.
وقد أثبتت الدراسات أنَّ العزلة شائعة ومنتشرة في كل مكان، ضمن المجتمعات وبين الأشخاص المتزوجين، وضمن العلاقات الأخرى، كما أنها سائدة أيضاً ضمن العائلات وحتى بين أصحاب المهن الناجحة.
نها موضوع بحثٍ وإستكشاف في ما يُسمى ب "العِلم البشري" منذ العصور الكلاسيكية القديمة. وقد وُصِفت العزلة بأنها ال "الألم الإجتماعي". وقد وُجِد عِلْم "السيكولوجي" أو "عِلْم النفس" لتنبيه أو إنذار الشخص المُنعزِل ودفعه وحثَّه على البحث عن صِلاتٍ إجتماعية.
ويختبر الإنسان العزلة لأسباب عديدة كما أنَّ أحداث الحياة مجتمعة تساهم في إحداثها، ومثالاً على ذلك، عدم وجود الأصدقاء في مرحلة الطفولة.
كثيرٌ من الأشخاص يختبرون العُزلة لأوَّل مرَّة منذ الطفولة وحتى في مرحلة الرضاعة. كما أنه من المعروف أنَّ العزلة تحدث بعد الإنفصال أو الطلاق أو خسارة شريك الحياة أو فقدان صديق بعد علاقة جيِّدة دامت لأمد طويل.
إنَّ خسارة شخصٍ له مكانته في حياة شخصٍ آخر لا بدّ أن تنشىء كآبة وحزناً وفي هذه الحالة يشعر الإنسان بالعزلة حتى وإن تواجَدَ ضمن مجموعةٍ من الأشخاص. وقد تحدثُ أيضاً بعد الولادة وهذا ما يُسمّى ب "إكتآب ما بعد الولادة"، وقد تحدث أيضاً بعد الزواج، أو تلي أحداثاً تخريبية مثل الحروب أو التهجير، كأن ينتقل الشخص من المكان الذي نشأ وتربّى فيه إلى مكان آخر، حيث الكل غريبٌ عنه وهذا ما يُسمّى ب "الحنين إلى الوطن".
وقد تحدث العزلة أيضاً ضمن الزيجات غير المستقرَّة، حيث تختلط المشاعر بالإستياء والغضب، وحيث شعور "الحب" لم يعد مُتبادَل، حيث تترجِم هذه العزلة الخلل الوظيفي في التواصل. كما أنَّ أحد أسباب العزلة يكون نتيجة الإنتقال إلى مكان ذات كثافة سكانية منخفضة، حيث تنعدم نسبة الأشخاص الذين قد يتواصل معهم الإنسان.
والعزلة ظاهرة إجتماعيَّة قابلة للإنتشار، تماماً مثل المرض. فعندما يشعر الإنسان بالوحدة وهو ضمن مجموعةٍ معيَّنة، فإنَّ هذا الشعور فد ينتشر مما يساهم في زيادة عدد الأشخاص الذين لديهم الشعور ذاته.
وإلى المقال الآخر حيث سنتعرّف على كيفيَّة معالجة العزلة بإذن الله.
القلق, الشعور, المستقبل, الألم, العصور الكلاسيكية, الإتفاق, الكائنات, المرء, العزلة, Isolation
- عدد الزيارات: 2784