Skip to main content

القَلَق... لا تستسلمي له

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقَلَق عند مواجهة حالةٍ صعبة مثلاً، أو إجراء مقابلة عمل، أو الخضوع لإمتحانٍ صعب، أو موعد ضبابي... إلخ... لكن إن كانت همومكِ ومخاوفكِ اليومية ساحقة وتتعارض مع حياتكِ، فربما تعانين من إضطرابات القَلَق المدمِّر.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقَلَق عند مواجهة حالةٍ صعبة مثلاً، أو إجراء مقابلة عمل، أو الخضوع لإمتحانٍ صعب، أو موعد ضبابي... إلخ... لكن إن كانت همومكِ ومخاوفكِ اليومية ساحقة وتتعارض مع حياتكِ، فربما تعانين من إضطرابات القَلَق المدمِّر.

وهناك أنواعٌ عديدة ومختلفة من إضطرابات القَلَق هذا- كما توجد علاجات متنوِّعة فعالة للتغلُّب على شتى أنواع القَلَق وأيضاً توجَدُ إستراتيجيات مختلفة للمساعدة الذاتيَّة في هذا المجال. وبمجرَّد تفهّمكِ للإضطرايات التي تعانين منها، عندها يكون بإمكانكِ إتّخاذ خطوات معيَّنة لتقليص هذه الأعراض، أو لِنقُل... ألتخلّص منها وإستعادة السيطرة على الأمور في حياتك.

والقلق هو إستجابةٌ الجسم الطبيعيَّة للخطر المُحدِق، كما أنه إنذارٌ تلقائي أوتوماتيكي، ينفجر عندما تشعرين بأنكِ مهدَّدة، أو تحت الضغط، أو في مواجهة أمرٍ صعب.

ولعدم المُغالاة، فإنَّ القَلَق ليس بالأمر السيِّء على الدوام. ولكن بالحقيقة هناك أمورٌ إيجابيَّة قد نحصدها من جرَّاء هذا " القَلَق ": فالقلق قد يساعدكِ كي تبقي على إستعداد وفي حالة تأهُّبٍ وتركيز، كما أنَّ القَلَق يحفِّزكِ على العمل ويدفعكِ لحلِّ المشاكل التي قد تواجهينها... لكن عندما يصبح القَلَق مُنتظماً وساحقاً ولا يتلائم مع نشاطاتكِ وعلاقاتكِ، عندها لا يكون القَلَق مُثمراً - وتكونين قد تخطَّيتِ الحدَّ المعقول، أي أنكِ عَبَرتِ من الحدود المسموح بها نحو الحدود الممنوع إختراقها أي القَلَق المُدمِّر. 

وإليكِ بعض العلامات التي بها تُحدِّدين نوع القَلَق الذي تعيشينه:

* هل أنتِ متوترة بإستمرار؟ أم أنكِ على حافَّة القَلَق؟

* هل يتعارض قَلقُكِ مع عملكِ / مدرستكِ، أو مع مسؤولياتك العائلية؟

* هل أنتِ أسيرة المخاوف غير المنطقية، أم أنكِ لا تهتزّين إزاءها؟

* هل تعتقدين أنَّ ثمَّة أشياء سيِّئة سوف تحصل، إن لم تسِرْ الأمور بطريقةٍ معيَّنة؟

* هل تتجنَّبين القيام بنشاطات يوميَّة لأنها تسبِّب لكِ القَلَق؟

* هل تشعرين بحالات ذُعرٍ فُجائيَّة وغير مُتوَقَّعة، وأنَّ قلبكِ سوف يتوقَّف من شدَّة الخوف؟

* هل تشعرين بأنَّ المصيبة ستحدُث وأنَّ الخطر يتربَّص بكِ من كل ناحية؟

ولأنَّ إضطرابات القَلَق هي سلسلة مترابطة لعوامل عديدة، فإنَّ معاييرها تختلف من إنسانٍ لآخر. فقد يعاني شخصٌ ما القَلَق الشديد عند حدوث مشكلة أو ضربة ما من دون سابق إنذارٍ... بينما يعاني آخر من القَلَق الشديد لمُجرَّد التفكير بالإختلاط في حفلٍ ما... وقد يعاني شخصٌ ثالثٌ من القَلَق الشديد لمجرَّد التفكير بعدم أهليَّته أو خوفه من قيادة السيَّارة، أو لمجرَّد أفكارٍ قد تمرّ في ذهنه تتعذَّر السيطرة عليها... وقد يعيش شخصٌ آخر بحالةٍ مستمرَّةٍ من التوتّر، يقلَقُ لكل شيء ويتوتّر لأتفه الأشياء.

وعلى الرغم من المظاهر المختلفة لأسباب التوتر، لكنَّ نوبات القَلَق والتوتر تتقاسم وتتشارك علامةً رئيسيَّةً واحدة:

الخوف والتوتر المستمِر في أوضاعٍ عدَّة، بينما معظم الناس بأمان ولا يشعرون الشعور نفسه وهم في الوضعيّة ذاتها!.

وبالإضافة إلى العلامات الرئيسيَّة للقلق المُفرِط وغير المنطقي، تظهر بعض العلامات العاطفيَّة عند الشخص المُصاب، منها:

الخشية الدائمة من الموت، صعوبة في التركيز، سرعة الهيجان والثورة، توقُّع الأسوأ، حِدَّة الطبع، ألهيستيريا، وترقُّب الشرّ والخَطَر.

في المقال القادم سوف نتحدَّث عن الأعراض الجسديّة للقلق، وكيفية علاج القَلَق بطريقةٍ ذاتيَّة....

التوتر, الخوف, الموت, المسؤولية, الهموم, المخاوف, المظاهر, الشرّ, القَلَق... لا تستسلمي له, Anxiety... Do not give up

  • عدد الزيارات: 2844