Skip to main content

هل تتقنين فن الإعتذار؟

هل تتقنين فن الإعتذار؟

جميعنا نعلم أنَّ الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ... بل هو معرَّضٌ للوقوع فيه في أية لحظة... وهذه هي الطبيعة البشريَّة.

 وقد يكون الوقوع في الخطأ سهواً وغير متعمَّد، وأحياناً يعود السبب إلى جهل الإنسان في أمورٍ كثيرة. وقد يصدر الخطأ تجاه زميل أو قريب أو جار أو حتى ضمن العائلة الواحدة، أو حتى تجاه الدولة.

جميعنا نعلم أنَّ الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ... بل هو معرَّضٌ للوقوع فيه في أية لحظة... وهذه هي الطبيعة البشريَّة.

وقد يكون الوقوع في الخطأ سهواً وغير متعمَّد، وأحياناً يعود السبب إلى جهل الإنسان في أمورٍ كثيرة.

وقد يصدر الخطأ تجاه زميل أو قريب أو جار أو حتى ضمن العائلة الواحدة، أو حتى تجاه الدولة. (لجهل القوانين)...

الإعتذار عند وقوع الخطأ أمرٌ ضروري... ومن الممكن إصلاح الخطأ بالإعتذار وإقرار المذنب بما إقترفه من خطأ... لكن في كثيرٍ من الأحيان لا تمرّ الأمور بهذه السهولة... ومن المنطقي جداً أنَّ الخطأ له عقاب... بل ممكن أن  يلجأ المُساء إليه إلى المحكمة والقانون لتحصيل حقَّه...

وقد يظن البعض أنَّ الإعتذار يضع صاحبه في موقف ذليل ومُهين، وأنَّ من يعتذر هو شخصٌ ضعيفٌ لا حول له ولا قوَّة إلا بهاتين الكلمتين "أنا آسف". لكن بالحقيقة فإنَّ الشخص المُعتذِر هو الشخص الأقوى وإنَّ إعتذاره هذا إن دلَّ على شيء إنما يدلّ على قَدٓرٍ كبيرٍ من النبل والشجاعة والسموّ في الأخلاق.

والإعتذار هو سلوك حضاري... ومهارة إجتماعية... هدفها التقريب بين الطرفين، كما أن الهدف الآخر هو ترميم العلاقة المنهدِمة، وزيادة الإلفة والمحبة بين طرفي النزاع...

وليس الإعتذار كلمتان نرددهما بطريقةٍ ما لكي ينتهي الأمر، بل إنه أكثر من ذلك.

إنه مزيجٌ من عدَّة أعمال وأمور وتصرّفات مختلفة، تجتمع معاً حتى يحقِّق الإعتذار مُبتغاه الصحيح. بالإضافة إلى أنَّه صفةٌ من صفات الشخصية القوية وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون. كما أنَّ الإعتذار يدلُّ على ثقافةٍ عالية وحكمةٍ فائقة يتمتَّع بها الشخص المُعتذِر وعلى تقديره لمشاعر الشخص الآخر.

إنَّ الإعتراف بالخطأ وشجاعة الإعتذار هما فضيلتان أساسيتان ينبغي ممارستهما في حياتنا العمليَّة وعلى جميع الأصعدة. فقد يأتي الإعتذار من شخصٍ لآخر، أو من دولة لدولةٍ أخرى، والتاريخ يشهد على ذلك إذ أنَّ الولايات المتحدة مثلاً قدَّمت إعتذاراً رسمياً لقارَّة أفريقيا عن ممارستها لتجارة العبيد لمدةٍ طويلةٍ من الزمن.

ولا بدّ من إختيار الوقت المناسب لتقديم الإعتذار، بعيداً عن إنفعال الطَرَف الآخر، فالتأجيل لوقتٍ قصير قد يساعد في إعادة الأمور إلى نصابها بشرط أن لا تطول فترة التأجيل لمدَّةٍ طويلة.

هذا على صعيد الأشخاص والدوَل، لكن أن أخطانا تجاه الله بالتمرد...

فكيف يكون الإعتذار في حال أخطأ الإنسان تجاه الله؟

لنتذكر قصَّة الخَلق. لقد خَلَق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن وأوصى آدم قائلاً: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً... وأما شجرة معرفة الخير والشرِّ فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"... لكنَّ آدم لم يحفظ وصيَّة الله ولم يُطِعها... فأكل... وكانت النتيجة أنَّ اللعنة أتت على الأرض بسببه. "ملعونةٌ الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك... بعَرَق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أُخذْتَ منها"... ولم يكتفِ الله بهذا بل طرده من الجنة أيضاً... وهكذا أتت اللعنة على الأرض، وقد ورث جميع نسل آدم الخطأ أو الخطيَّة التى إرتكبها أبوهم...أين الحل؟؟!! فكيف يقدِّم الإنسان الإعتذار إلى الله؟ أو بالأحرى كيف يقدِّم له التوبة؟

يقول النبي داود: "إليكَ وحدكَ أخطأت والشرّ قدام عينيكَ صنعت". ثمَّ يرفع صلاة قصيرة إلى الله يقول فيها: "قلباً نقياً أخلق فيَّ يا ألله وروحاً مستقيماً جدِّد في داخلي".

إنَّ الله غفور يقبل الإعتذار ويمنح الغفران الأبدي... نعم... الغفران الأبدي!!!

"اطلبوا الرب ما دام يوجد أدعوه وهو قريب. ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليَتُبْ إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يُكثِر الغفران".

إنَّ تقديم الإعتذار من إنسان لآخر أمرٌ جيِّد ومهم... أما طلب الغفران من الله فهو الأهم...

الآن هي الفرصة الذهبية لتقديم الإعتذار له... فاغتنميها!!!

بكلمات بسيطة نابعة من القلب... فهو يعلم سؤل قلبك... ورغبة قلبه أن يستجيب...

الغفران, الفرصة, الإنسان, الخطأ, البشريَّة, التاريخ, التمرد, العقاب

  • عدد الزيارات: 3583