Skip to main content

لم أعُد أُطيق عملي!

قلةٌ من الناس المحظوظين الذين يستمتعون بالقيام بعملهم. وفي بعض الأحيان يبدأ العمل بكل سرور وفجأةً يتحول الأمر حيث يحصل شيء ما أو تصرّف غير لائق يجعلنا نكره عملنا... فقد يزعجنا أو يسيء إلينا شخصٌ ما، أو ربما نشعر بأن أجرنا زهيد... أو لأحد الأسباب الأخرى...

قلةٌ من الناس المحظوظين الذين يستمتعون بالقيام بعملهم. وفي بعض الأحيان يبدأ العمل بكل سرور وفجأةً يتحول الأمر حيث يحصل شيء ما أو تصرّف غير لائق يجعلنا نكره عملنا... فقد يزعجنا أو يسيء إلينا شخصٌ ما، أو ربما نشعر بأن أجرنا زهيد... أو لأحد الأسباب الأخرى... وإن كنا في حاجةٍ ماسةٍ إلى هذا العمل فإننا نشعر بأننا عالقون... خصوصاً في هذا الزمن الإقتصادي الرديء، بحيث أنك يجب أن تكون ممتناً وشاكراً إذ أن الحظ قد حالفك ووجدت عملاً…

وعندما خلق الله الإنسان قال له: "بعرق وجهك تأكل خبزاً"... أليس كذلك؟ لكن من الناحية الأخرى فإن العمل هو هبةٌ من الله، ومن المفترض أن نكون سعداء به...

لدي صديقةٌ كانت تنزعج كثيراً من تصرفات زميلتها في العمل وهذا ما جعلها منفعلة بشكلٍ دائم. وقد كانت على وشك تقديم استقالتها بسبب تلك الزميلة لكنها كانت بحاجةٍ ماسة إلى ذلك العمل....

وقد سألتها ما إن كانت تعمل مباشرةً مع تلك الزميلة ولماذا تنتابها تلك المشاعر؟

وسألتها أيضاً، إن كانت تظن بأنها سوف تجد عملاً آخر وبظروفٍ ممتازة!!!

تكلمنا مطولا... ثمَّ طلبت منها أن تمتحن قلبها وتعطي فرصةً لنفسها مدة أسبوع أو أسبوعين قبل أن تستقيل لترى إن كانت تستطيع أن تتغلّب على مشاعرها. ثم إنني طلبت منها على وجه التحديد أن تفكر بعقلانيةٍ وتحاول أن تكون إيجابية المزاج في كل صباح وقبل أن تخرج إلى العمل!!...

...ضعي ثقتك في الله طوال اليوم لأنه هو الذي وضعكِ في هذا العمل... وواصلي الصلاة طوال اليوم أيضاً... ركزي على عملك وأنجزيه بإخلاص... فكري بأن الله هو رئيسك في العمل... وتذكري دائماً بأنك تأملين بأن تنالي المكافأة منه فقط...

...قاومي التذمر والوسوسة لكي تبقي قليلة الكلام ذات ملامح جدية وفي نفس الوقت... تحدي نفسك لإيجاد طرقٍ تُظهرين بها المحبة واللطف في حديثك مع زملائك في العمل... إحرصي على إظهار المحبة والإحترام طوال الوقت لتلك السيدة بالذات!!! نعم!!!

وهكذا نجحت المحاولة... ولم تنسحب صديقتي من العمل وها هي الآن على علاقةٍ جيدة بتلك السيدة!

ولا بد أنه في بعض الأحيان لا تؤخذ الأمور بهذه السهولة وسبب الإستياء من العمل لا يرجع لنا نحن بل إلى حقيقة وجود الأذية والتعسّف والمضايقات المتعمّدة.

وهذه سيدةٌ أخرى اتهمت بأنها قامت بأخطاء متكررة خلال عملها أو أشاروا إليها بالأصابع أو اشتُبه بها بأنها المسؤولة عن كل خطأ يحصل في العمل...

وقد أطلعتني هذه السيدة عما يدور في رأسها من أفكار حول ترك عملها لأن الوضع أصبح لا يُطاق... هذه ليست مشاعرها نحو العمل بل إن شر الأشخاص الآخرين قد دفعها إلى هذا...

لقد كان شكي في البداية في أن الشخص المسيء هذا يريد أن يبعدها لأن لديه شخصاً آخر يود أن يحصل على هذا المنصب.

ووجهت لها هذا السؤال: هل فكرتِ يوماً بأن الضغوطات هذه كانت جميعها خدعةً لإجبارك على الإستقالة لكي يتسنى لشخصٍ آخر أن يملأ مكانك؟؟

واستمر الحال على حاله... واستمرت فكرة الإستقالة تراود ذهن هذه السيدة... وسألها إن كانت ممتنة لأجل العمل ولأجل الحسنات التي تعود عليها من جرّائه... وإن كانت ستجد عملاً مناسباً لها وهل تضمن أن العمل الجديد سيكون بظروف أفضل؟ كما أنني طلبت منها أن تدوّن كل شكواها خطيباً وتحتفظ بها كمرجعٍ لها. ثم إنني شجعتها على أن لا تسمح لهذه الإساءات بأن تؤثر عليها وأن قيمتها ليست مستمَدةٌ من المسيء الشرير هذا بل إن قيمتها مستمدةٌ مباشرةً من الخالق. 

وفي النهاية قلت لها بأن تعتبر أن هذا هو عملٌ ليس إلا... وأنها لا تنتسب إليه لا من قريب ولا من بعيد!! 

ثم إننا توافقنا أن نصلي لأجل هذا الوضع... ولا بد أن الإجابة ستأتي من عند الله!!

وقد علمت مؤخراً أن تلك المؤسسة تجري مقابلات مع أشخاص آخرين لكي يملأوا مكان هذا الشخص الشرير!!!

إنها لا تفكر الآن بالإستقالة...

وقد يكون استخدام الحكمة في بعض الأحيان مع الصبر الممزوج بالمحبة الإيمان خلطة تصنع العجائب.

تمنياتي لكنّ جميعاً بحظٍ سعيدٍ في عملكنّ كما نأمل أن نسمع أخباركن في هذا المجال!!!... 

الله, العمل, الناس, الأجر, الإقتصاد, الرديء, الشاكر, الزميلة, لم أعُد أُطيق عملي!, I can't stand my job anymore

  • عدد الزيارات: 3022