الطاعة - الإنسجام - الإذعان

تُعدّ الطاعة والإنسجام أمران مهمان في المجتمع. والسلوك الإنساني أمرٌ مركّبٌ أو لنقُل... معقد.ٌ.. ويتأثر تأثراً مباشراً بحقيقة الحياة في مجتمعٍ معينٍ. والإنسان كما يُقال إنما هو مخلوقٌ إجتماعيٌ أو حيوانٌ إجتماعي إن جاز التعبير، وهو يفضل أن يعيش ضمن مجموعات. ولا شك بأن الإنسجام والطاعة صفتان نواجههما عادةً ضمن هذه المجموعات جميعها.

الطاعة: هي اتّباع أو تنفيذ أوامر تصدر من سلطةٍ معينة من دون أن تلقى أي اعتراض. ففي سن الطفولة نحن نطيع والدينا، وفيما نحن نكبر ونمو نحن نطيع أساتذتنا في المدرسة، وعندما نصبح في سن الرشد... إنما يعتمد هذا على وضع الحياة التي نعيشها. فإما أن نطيع المسؤول أو أننا نطيع غيره. حتى في الحياة الدينية فإننا نستمع لتعاليم القادة الدينيين إذ أن هؤلاء القادة لديهم السلطة الشرعية التي حصلوا عليها من المجتمع. وفي معظم الحالات فإننا نمارس الطاعة إما انطلاقاً من مبدأ الخوف... أو انطلاقاً من مبدأ الإحترام.

والطاعة هي فضيلةٌ من فضائل المجتمع كما أنها حاجةٌ أيضاً إذ تسمح للكائن البشري أن يطيع القوانين، كما تفسح المجال أمام المدارس والحكومات ومؤسسات أخرى بأن تدير مشاريعها.

الإنسجام: ميزةٌ تجعل الناس يتصرفون وِفقاً لرغبات الآخرين. وفي مجموعةٍ ما، يتحوّل أفراد المجموعة عن معتقداتهم وتصرفاتهم ويتصرفوا كما تتصرف الأكثرية في هذه المجموعة. وهذا ما يُسمى ب "تفكير المجموعة"، أو "التفكير الجماعي". أو ربما يقوم هؤلاء الأشخاص بالتحوّل سعياً وراء القبول من قِبَل أفراد المجموعة أو ربما لكي لا يظهروا بأنهم مختلفين عن الآخرين. وإذا صادف أن أحد أفراد المجموعة فشِل في الإنسجام، فإنه سوف يواجه العقاب من السلطة العليا ويفقد مصداقيته التي هي الأهم بالنسبة له. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يضع الناس في دائرة الإنسجام.

الإذعان: كثيراً ما نرى الإذعان أو لنقل الإمتثال يتكرر في الحياة اليومية. ففي حال تأديتنا لمهمةٍ ما أُوكلنا إليها، فإننا نمتثل لما طُلِب منا. والميزة الأكثر أهميةً في عامل الإذعان هذا هي أنها رمزٌ غير مكتوب أو قانون غير منصوص لمجموعةٍ ما، ويتقيّد جميع أعضاء هذه المجموعة بهذا الأمر أو القانون لكي يظهروا أنهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه المجموعة. والمثال المنظور والأكثر شيوعاً في يومنا هذا هو الإذعان القسري للمرأة في قيادة السيارة في المملكة العربية السعودية حيث لا يوجد نص قانون يقضي بعدم قيادة المرأة. لكن المجتمع يمتثل ويذعن لهذا الناموس.

وفي دائرة الطاعة، هنالك فرقٌ واضح وجلي بين وضع الشخص الذي يطيع وبين الشخص الذي ينفّذ الطلب.

وفي مجال الإنسجام فإنه الخوف من عدم القبول أو رفض المجتمع له والذي يضمّه في مجال العمل، إنه ضغط الأفراد الزملاء في المجموعة.

والسؤال هنا هو كيفية تفكيرنا كمجموعة. ...قد يكون الثمن باهظاً، لكن مَن مِن الأفراد يرغب في تحدي الأعراف؟

إننا برقةٍ زائدة وبلطافةٍ فائقة نلفت انتباهكم!!!