مرحلة النّضوج

واكتشفتُ... أنّني لم أجد كلّ ما كُنتُ أحلم به!

إنتهتْ مرحلة الشّباب، مرحلة النَّخْوَة والإندفاع... مرحلة الصّحّة والعافية بما تحويه من تعب وجهد... مرحلة إختبار الحبّ المجنون وما تحمله من أحلام وأمنياتْ... واكتشفتُ... أنّني لم أجد كلّ ما كُنتُ أحلم به!

إنّها مرحلة النّضوج الفكريّ، مرحلة الشّجاعة على الإعتراف... واكتشاف الذّاتْ

إكتشفتُ أنَّ الجمال يحيط بي لكنّني لم أكن أراه لكثرة المشغوليّاتْ...

إكتشفتُ أنَّ السّعادة تكمن في أبسط الأشياءْ... وأنَّ الحبَّ هو في الأُناس الأوفياءْ...

تعلّمت أن لا أهتَمّ لكلام النّاس عنّي فأعيش في صفاءْ...

إكتشفتُ أنَّ الحياة قصيرة ولا تستأهل أن أُضيّعَها في المشاحناتْ...

وأنَّ الراحة تكمن في التّغاضي والإبتعاد عن المضايقاتْ...

اكتشفتُ أنَّ أصحاب القلوب البيضاء هم الّذين لا يغتابونني ويطعنونني، وأنَّ العتاب مَضْيَعَةٌ للأوقاتْ...

وأنَّ الأشخاص الّذين يُدافعون عنّي في غيابي، يستحقّون أن تُكْتَب أسماؤهم على الصفحاتْ...

وأنّي لن أرضخَ للضغوط، فأنا حرّةٌ في التّصرُّف واتِّخاذ القراراتْ...

تعلّمت أن أقف موقف الحياد، وأقول الحقَّ في كلماتْ...

أكتشفتُ أنَّ الجمالَ زائلٌ، وما يبقى ويدوم هو جمال الصِّفاتْ...

واكتشفتُ أنّي بدون الإتّكال على الله لا قدرة لي على حلِّ المشاكل والصّعوباتْ...

فهو قد إختارني وجعلني أفضل المخلوقاتْ...

وأنَّ الثِّقةَ ليستْ في الذّاتْ... بل في خالق الأرض والسّمواتْ...

وأنَّ مرحلة النّضوج ليستْ إلّا نضوج الرُّوحِ والإيمان بإلٰهِ المستحيلاتْ...

وأيقنتُ أنَّ جِسْرَ العبورِ إليه، هو في التَعَبُّدِ لَهُ والصّلواتْ...