Skip to main content

زوجة أم شريكة حياة؟

أختي لم تكن زوجة فقط… لكنها كانت شريكة حياة....!!! كيف؟!!! 

أخبرتني صديقتي بأنَّ أختها قد فقدتْ زوجها الثمانيني… لكنها أردَفتْ قائلة بأنَّ أختها تعاني من الإنهيار والإكتئاب بعد فقدانه، وهي غير قادرة على تقبُّل الأمر… 

وتزاحمت الأفكار في رأسي… ثمانون سنة… أولاد وأحفاد وإنجازات… ومرَّت في مخيلتي إحدى الزوجات التي فقدَتْ زوجها وهو في ريعان شبابه… 

وبدتْ علامات التعجب على وجهي، وقرأتْ صديقتي أفكاري، وردَّت موضحة: 

"أختي لم تكن زوجة فقط… لكنها كانت شريكة حياة…" 

وقد استوقفتني هذه العبارة، وجعلتني أفكِّر جيِّداً في الأمر 

 … 

صحيح، فالزوجة قد تكون زوجة فقط، وقد تكون زوجة وشريكة حياة… فما هو الفرق؟ 

فالزوجة تهتم بأمور زوجها …  

تقوم بواجبها الزوجي،  

تهتم بأمور المنزل، بالمأكل والمشرب،  

تنجب الأولاد وتقوم بتربيتهم، وربما تساعدهم بأمورهم التعليمية…  

وتذهب إلى السوق لشراء ما يلزم…  

في حين أنَّ الزوج يهتم بأمور عمله فقط لكي يؤمِّن الحياة الكريمة لعائلته… 

كل هذه الأمور جيدة ومحترمة... لكنها تتسبَّب في ضغط كبير على الزوجة، مما يعيق التواصل والنقاش مع الزوج،  

ويُوَلِّد الشعور بالوحدة والإهمال وعدم الرضا… 

 

أما شريكة الحياة فإنها المحظوظة.. ليست فقط زوجة تقوم بالواجبات التي ذكرناها، لكنها أيضاً تتمتع بالدعم من الزوج وتحظى بالإهتمام والثقة… 

هو... 

هو.... يشاركها الأفكار والهواجس، ويُطلعها على ما في قلبه من مشاعر أو هموم، من هواجس أو مخاوف،  

هو.... يأخذ برأيها، ويحترم عقلها ويُقَدِّرها، ولا يخفي عليها أي شاردة، صغيرة كانت أم كبيرة… 

هو.... يهتم بها ويخفِّف عنها عندما تكون متعبة، وهو.... يعلم تماماً ما الذي يزعجها ويحاول تجنّبه حفاظاً على مشاعرها، هو... كما يعلم الأمور التي تحبها ويحاول إتمامها كي يُشعرها بالراحة والسعادة… 

هو يحرص على عدم نسيان الأمور الصغيرة، فعندما يقترب عيد ميلادها مثلاً يرسل لها باقة من الورود أو ينتقي لها هدية تعجبها، أو يفاجئها بعشاء خارج المنزل…  

وهكذا يعبِّر عن تقديره ومحبته لها… 

هذا كان فكر الله ومفهومه... ففي قصة الخَلق.... قصة آدم وحواء نرى كيفية معاملة الزوج لشريكة الحياة… 

فعندما وضع الرب الإله آدم في جنَّة عدن وأوصاه بأن يأكل من كل شجر الجنة، وسَلَّطَه على كل حيوانات البرية وكل طيور السماء… رأى الرب أنَّ هذا لا يكفي آدم..... 

ورأى أنه ليس جيداً أن يكون آدم وحده (مع أنه في الجنة)  

واختار أن يصنع له معيناً نظيره (أي مثله — رفيقة وشريكة وموافقة له). 

وتفصيل القصة أنه.... " أوقع عليه سباتاً وأخذ واحدة من أضلاعه" ،  

أي من تحت ذراعه.... لتكون في حمايته، ومن قُرْب قلبه.... لتكون محبوبته… 

ويقول الكتاب المقدس: "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَباهُ وأُمَّهُ وَيَلتَصِقْ بإمرأتِهِ ويَكُونانِ جَسَداً واحِداً" (أي لا يمكن فَصْلَهما). 

ويوصي الكتاب المقدس أيضاً بأن يحبَّ الرَّجل إمرأته كما يحب نفسه، فيقول: 

"وأَمّا أنتُمْ الأَفرادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ واحِدِ إمرأتَهُ هَكَذا كَنَفْسِهِ، وأَمّا المَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَها." (أي تحترمه). 

 

أحبَّني تلميذةً…..... كم جميلٌ معَكَ الحِوارْ 

أحبَّني إنسانةً..... مِن حقِّها أن تصنعَ القرارْ 

أحبَّني مِن أجلِ فِكري وحدَهُ…...... أحبَّني شريكةً في الرأيِ والتفكيرْ 

أحبَّني حضارةً….... وقيمةً… وموقفاً 

وامرأةً شجاعةً تحلمُ بالتغييرْ 

نزار قبّاني 

السعادة, المشاعر, الزوجة, الهموم, المخاوف, التواصل

  • عدد الزيارات: 702