Skip to main content

أن يعبّر الذّكور عن مشاعرهم؟!؟! ضعف أم قوّة

أن يعبّر الذّكور عن مشاعرهم؟!؟! ضعف أم قوّة

أنت #صبي... الصّبيّ #لا_يبكي... خطأ كبير في #التّربية_المنزليّة نرتكبه دون قصد... هل #البكاء من صفات #البنات فقط؟!؟! هل #التّعبير_عن_المشاعر #انتقاص_رجولة؟!؟!  

عندما يبكي إبني.. أقول له: أنت صبيّ.. والصّبي لا يبكي... ماذا وراء هذه العبارة؟!؟!  

في تربيتي لأولادي.. أردّد أحيانًا عبارات دون أن أدرك مدى تأثيرها في ما بعد...  

أقول لإبني أنّه صبيّ.. ولذلك لا يجب أن يبكي... أي أنّني دون قصد، أعزّز في شخصيّته خصال تؤثّر سلبيًّا عليه أوّلًا.. وعلى أخته ثانيًا.. وعلى المجتمع حين يكبر ثالثًا...  

هذه العبارة ربّما تطبع في ذهنه أنّ البكاء فقط للبنات... وأنّ البكاء ضعف... لذا.. يتعلّم أنّ البكاء للضّعفاء.. وبالتّالي.. فالبنت أضعف منه.. وهو يملك امتيازًا.. أن يكون ذكرًا أقوى من الأنثى... أي أنّني أعزّز شعور الفوقيّة عند الذّكر على الأنثى... أي شعور عدم المساواة بين الجنسين... أي...؟!؟!  

ببساطة.. أعزّز فيهم معتقدات ومفاهيم أعاني أنا منها في هذه الأيّام...  

من ناحية أخرى.. عندما نبكي، فإنّا نعبّر عن مشاعر الحزن.. أو الألم... إذًا.. فعبارة "أنت صبيّ، لا تبكِ.." تجعل ابني يخجل من التّعبير عن المشاعر السّلبية الّتي يشعر بها... وبالتّالي.. يتدرّب على تجاهلها.. ثمّ، يعتاد على عدم مشاركة شعوره مع المقرّبين منه.. فلا يفصح عنها.. ولا يفهمها.. ويظنّ أنّ التّعبير عن هذه المشاعر هو ضعف.. فيكتمها ليظهر من الخارج بمظهر القوّة.. ويواصل كتمانها ليبقى في نظر الآخرين قويًّا...  

مهما تثقّفنا.. ومهما تعلّمنا... تبقى الفكرة في أعماقنا أو خلفيّات أذهاننا، أنّ التّعبير عن المشاعر أمر تجيده النّساء جيّدًا... لكنّنا حين نرى ذكرًا يعبّر عمّا يحسّ.. نتحفّظ عن التّفاعل مع تعبيره... ربّما بيننا وبين أنفسنا نضحك منه.. أو نقول: "ما بك؟!؟! كن رجلًا"... لا... لا... لا...  

ابني حين يعبّر عن مشاعره.. فهو إنسان.. يحسّ ويشعر.. يبكي ويضحك.. يفرح ويحزن... مثلي ومثل أخته تمامًا...  

كيف أتفادى الأذى الّذي تتسبّب به هكذا عبارات لإبني؟!؟! 

كيف يمكنني أن أتجنّب الأثر السّلبيّ الّذي تتركه في شخصيّته؟!؟! 

إنّ الرّجل القويّ ......هو من يتواصل مع نفسه ومع الآخرين بحرّيّة، دون التّعرّض للآخرين بالأذي...  

الرّجل القويّ .......هو من يعبّر عن مشاعره بصدق وشفافية... 

الرّجل القويّ .........هو من تتمتّع شخصيّته بالمرونة في فكره ومشارعه وتصرّفاته...  

الرّجل القويّ ..... هو يشّعر بألم الآخرين والتّعاطف معهم... 

الرّجل القويّ ......هو من يعتبر أنّ أخته مساوية له في الحقوق والواجبات.. فيدعمها ويسندها حين تحتاجه، حتّى عندما يحتاج هو إلى الدّعم والمساندة يجد أخته بجانبه... وبالتّالي يفعل الأمر ذاته، مع زوجته وبناته، عندما يصبح ربّ عائلة...  

أهمّ ما أقدّمه للجيل الجديد في تربيتي لأولادي هو حين يتشرّبون منّي أهمّيّة التّعبير عن المشاعر... لأنّ في هذا فوائد كثيرة لشخصيّتهم أوّلًا، ولمجتمعنا ثانيًا...  

التّعبير عن المشاعر ..... 

يخفّف من الإكتئاب...  

يجنّب الشّخص المشاكل النّفسيّة والجسديّة...  

يريح النّفس والقلب..  

ويبعث الهدوء في طباع الإنسان... 

تعبير أولادي عن مشاعرهم وأفكارهم يساعدهم في اتّخاذ قرارات جيّدة.. ويساهم في تعزيز قدرتهم على حلّ المشاكل برويّة وعقلانيّة... أيضًا.. حين يعبّرون عن مشاعرهم، تراهم يتعاطفون بشكل أكبر مع الآخرين...  

شجّعي أولادك، ذكورًا وإناثًا على التّعبير عن عواطفهم ومشاعرهم... فلن ينتقص هذا لا من أنوثتهنّ.. ولا من رجولتهم..  

البكاء, التعاطف مع الآخرين, التربية المنزلية, التعبير عن المشاعر, المرونة, المساواة بين الانثى والذكر

  • عدد الزيارات: 1221