مــن المسـؤول عـن تـأديب الاولاد؟
كنت في النادي الرياضي أمشي على إحدى الآلات التي يقال أنها مفيدة لنا. فجأة رن هاتف سيدة بجانبي. وعندما أجابت على المكالمة بدت مضطربة كأن شـيئا خطيرا قد حدث . وكان صوت ابنها الصغير على الطرف الآخر يعلو بالبكاء متهما الخادمة بضربه بعـلاّقـة الثياب. أظهرت المرأة إنزعاجها وطلبت التحـدث إلى الخادمة. إلا أنها لم تتـمكن من معرفة ما حصـل لانها لا تتكلم الإنكليزية جـيدا . فاتصـلت بزوجـها في العمـل والذي يجيد اللغة الانكليزية وطـلبت منه مكالمة الخادمة للاسـتفسار عما حـدث . وعندما تأخـر زوجها في الاتصـال بها عادت واتصلت بالبيت وتكلمت مع ابنها محذرة إيـاه من التحدث الى الخادمة وقالت له: " هـي خـادمة ولا يجب أن تتكلم معها ولازم تتركها لحالها لما أنا برجع على البيت بدبرها". لما سمعت ذلك حزنت لمصير هذه الخادمة وما سـينتظرها، وهـذا الوضع جعلني أفكر كثيرا بالمعاملة السـيئة التي يتعرض لها الخـدم في البيوت. فهناك الكثير من العائلات التي لديها خادمات موظفات ليس فقط ليقمن بالتنظيف والطبخ والغسيل بل ليقـمن برعاية الاولاد وتربيتهم . والـوقت الـذي يقـضيه الاولاد مع الخادمـة هـو أكـثر بكـثير من الوقـت الـذي يقضونه مع والديهم. فلماذا يتضـايق الوالدان عندما تـؤدّب الخادمـة الأولاد بالضرب أن التأنيب؟. وإن لم تفعـل هـي أي إن لم تؤدبهم مـن سيفعل ذلك؟ ألاحـظ ان الكثير من الأولاد في هـذه الايام غـير مـؤدبين وذوي اخــلاق ســـيئة والسـبب برأيي هو ان الآباء والأمهات لا يبالـون أو يهتـمون بتأديب أولادهم ولا يسمحون للخادمـة القيام بذلك. والنتيجـة هي أن الاولاد لا يتعلمون حـياة الانضباط والطاعـة ولا يعرفون حـدودهم ومسـؤولياتهم منـذ الصـغر فينشأون ويكـبرون على هـذه الحـال. لهذا نجـد الشـباب في بلادنا العـربية يعيشـون على هـواهم غـير مهـتمهين بالقـيم والاخـلاق، ومـتمـردين على الانظـمة والقـوانين.
يقول سليمان الحكيم في كتاب الأمثال: "الحماقة متأصلة في قلب الولـد، وعـصا التأديب تطردها منه". ويقول أيضـا : "لا تمتنع عن تأديب الولد إن عاقبته بالعصا لا يموت. أضربه بالعصا فتنقذ نفسه من الهاوية." قـد يـظن البعض أنني رجـعية ومن الطـراز القـديم الـذي ينادي بتـأديب الاولاد، نعـم ، أنا أومـن بأن تأديب الأولاد هـو مسـؤولية الوالدين فقط بالـدرجـة الاولـى ، ولكن في غياب الوالدين إن بسـبب العمـل أو المـرض فيجـب أن يقـوم بهـذا الـدور المـربـّية لأنـها الاقـرب الى الأولاد . هذا الأمر قـد يكون يثيـراللجدل لـدى البعض ولكن كوني أم قمـت بتربيـة ولـدين من دون أي مساعـدة خارجية أثـق وأؤمن، أن تأديب الولـد في عمـر مبـّـكر هـو أمـر أسـاسـي للـتواصـل السـليم بين الاهـل والاولاد، وبالتـالي بين الاولاد والمجتمع الذي سـيصبحون جزءا منه لاحـقا. ...........هل توافقيني الرأي ؟
من المسؤل, الاولاد, تأديب, مريم
- عدد الزيارات: 2946