الحب والزواج – قصة واقعيّة
...لكن عاجلاً أم آجلاً يرفسنا الواقع... وفيما نحن ننجذب نحو الأرض، ندرك أنَّ تلك العاطفة والألعاب النارية بإمكانها أن تُشعِل الحب، لكنها لا تستطيع المحافظة عليه...
تزوَّجتْ صديقتي آمنة من شاب تعرَّفتْ إليه عن طريق العمل. وبعد مدة طويلة إلتقيتُ بها، وقد أخبرتني ما حدث معها...
عندما كنا في مرحلة الخطوبة، أخبَرَني أنَّ مفتاح الزواج هو الحب... الحب الذي يُظهرُه الواحد للآخر، حتى وإن لم يشعر به فعلياً... وقالت أنه وبعد الزواج وكما يقولون "إصطدمنا بالحائط". كنا في شجارٍ دائم، علاقتنا مفكَّكة، وكان زواجنا معلَّقاً بخيطٍ رفيع.
وأتى عيد ميلادي، ومع أنَّ زوجي لم يكن في مزاجٍ جيِّد لكي يتصرَّف على نحوٍ لطيف... لكنه خطّط لحفلةٍ مفاجئة... وقد أجبر نفسه على إظهار الحب الذي لم يكن يشعر به فعلياً، وقد إستخدم كُلَّ عظام جسمه لكي يتابع هذا المجهود...
ولكِ أن تتخيَّلي، فهذه المفاجئة كانت آخر ما توقَّعتُه. عندما دخلتُ إلى الغرفة ورأيتُ ما فعلَه، صُعِقْتُ... ونظرتُ إليه مشدوهة...
لقد إستعمل ما أخبرني إياه خلال الخطوبة، ونفَّذه عملياً لكي ينقذ زواجنا.
هذه الحفلة المفاجئة، غيَّرتْ مجرى حياتنا الزوجية، وقلبتها رأساً على عقب. لقد عاملني بطريقةٍ مختلفة، وأنا بدوري عاملتُه بطريقةٍ مختلفة أيضاً. ومقابل كُلَّ شبرٍ، رددْتُ له شبراً وأكثر. لقد وضعنا ديناميكية جديدة تساعدنا على إعادة بناء زواجنا من جديد، والذي أصبح أقوى بكثير من ذي قبل.
مهما كان زواجكِ ناجحاً، أو إن كنتِ قد إختبرتِ لدغة العذاب القاسية، فأنا متأكدة أنَّ رابطاً ما يربطكِ بهذه القصة. فكل علاقة تواجه صعوداً وهبوطاً؛ وعند النظر إلى الأشياء التي يتشارك بها المتزوجون... من قرارات... أولاد... واجبات... فواتير... مال... سرير وغرفة نوم – عندها يصبح واضحاً، كم من المجالات مفتوحة للصراع...
حتى الزيجات الناجحة والتي لديها مناقشات صحيَّة، وعلى الرغم من أنَّ هذا طبيعي، فإنَّ المشاكل يمكن أن تنشأ، عندما تبدأ القضايا التي لم تجد حلولاً بالتفاقم...ومع الوقت فإنها تُحدِثُ ضرراً حقيقياً.
فالزواج يتطلَّب مجهودا، لكن الأهمية تكمن في أنَّ هذا المجهود يجب أن يكون إلتزاماً يدوم لأمدٍ طويل. فعندما نلتقي "برفيق روحنا"، يكون المشهد "عاطفة وألعاب ناريَّة". وتستولي علينا عواطفنا، ونبني أحلاماً تُسكِرنا، ومن ثمَّ نركب السحاب ونصل إلى المكان الخيالي حيث لا رغبة لنا بالرجوع.
لكن عاجلاً أم آجلاً يرفسنا الواقع... وفيما نحن ننجذب نحو الأرض، ندرك أنَّ تلك العاطفة والألعاب النارية بإمكانها أن تُشعِل الحب، لكنها لا تستطيع المحافظة عليه. والذي بدأ كعاطفة... أصبح... الآن... قراراً، لأننا لا نستطيع الإعتماد على مشاعرنا دائماً.
لكن فيما يخص الزواج، فإنَّ وضع حاجيات الشريك قبل حاجياتنا نحن، هو الوضع المثالي والمطلوب. وعندما يقوم الطرفان بهذا، فإنَّ حباً جميلاً سوف يظهر إلى العلن.
إنَّ الزواج هو سرٌّ مقدَّسٌ، ويجب أن يؤخذ دائماً على محمل الجدّ. وفيما بعض الزيجات لم يُكتَب لها النجاح – ولا أُنقِذَتْ بحفلةٍ مفاجئة – نستطيع جميعاً أن نأخذ عبرة من غصن الزيتون المثمر هذا
صديقتي آمنة،
إنَّ فعل الشيء الصحيح يؤدي إلى مفاجآت خارقة أحياناً، حتى مع أقرب الأشخاص إلينا. لكن من أجل الوصول إلى هذا، علينا أن نقوم بالخطوة الأولى.
وفي الختام أقول أنَّ كلمة "الحب" تذكِّرني بالكلمة اليونانية (Agape)، والتي تعني "الحب المدهش". وهي تتضمَّن معاني كثيرة منها:
نكران الذات، الحب غير المشروط، وهو أعلى درجات الحب الذي عرفته البشريَّة.
إنها بركةٌ كبرى أن نختبر هذا النوع من الحب الذي أتمناه للجميع، وخاصة لكل من يقرأ هذا المقال.
السعادة, الزواج, الحب, العلاقة, زواج ناجح, سرٌّ مقدَّسٌ
- عدد الزيارات: 3223