Skip to main content

المرأة ترى والرجل ما زال يبحث

علينا أن نقـر ونؤمن بأن الله سبحانه خلقنا متساويان في القدر والقيمة، لكن مختلفان، ليس أحدنا أفضل من الآخر أو أسوأ منه، إنما مختلف عنه ليس من ناحية الشكل فقط بل في أمور أخرى كطريقة التفكير، والهورمونات وغيرها...

ما من إمرأة لم تواجه هذا الموقف مراراً: تسمعين من الغرفة المجاورة شكوى مستاءة تقطع عليك لذة قراءة مجلتك:" ألا يمكنك أن تتركي الأغراض في مكانها؟ لا أجد... أتتعمدين ذلك؟". أما الشاكي فهو الزوج أو الأخ أو الأب المهم أنه رجل!!! تضعين المجلة جانبا وتقفين. تتوجهين إليه وتعطيه ما يبحث عنه وإنتِ تصرّين على أسنانك. وأين كان الغرض الذي كان يبحث عنه؟ في مكانه بالطبع. المشكلة هي أنه أزعجها من دون داعٍ، إنما تبريره هو أنه لم يــرَ الغرض فعلاً، بالرغم من بحثه عنه، لماذا؟ لأن الرجل لا يرى ما تراه المرأة...

نظرة الرجل محدودة ونظرة المرأة شـاملة:

منذ كان الرجل صيادا، طوّر قدراته البصرية بشكل محدد وبعيد المدى. فأصبح مجال النظر لديه ضيقا بحيث يرى الطريدة، ولا تغيب عن ناظريه حتى يصيبها ويحملها بعد ذلك إلى أسرته. لهذا عندما يحاول الرجل أن يحدد محتويات خزانة ما، يتأملها من اليمين إلى اليسار ومن ثم من الأعلى إلى الأسفل، مع تحريك الوجه كله. أما مهمة المرأة ، ومنذ القِدَمْ فهي حماية محيطها القريب كله. أي تفصيل بسيط يستنفرها، لهذا طوّرت مجال رؤية واسعة وشاملة. وهكذا تزودت المرأة بقدرة تسمح لها برؤية من زاوية 45 درجة من ناحيتي الوجه، فضلا عن زاوية 90 درجة أمامها، أي ما يعادل 180 درجة تقريبا في طرفـة عين. النتيجة: يمكن للمرأة أن تحـدّد محتويات الخزانة بنظرة واحدة من دون أن تحرك عينيها أو بالكاد تحركهما!.

اذا ما لاحظنا أن عيني الرجل أكبر من عيني المرأة، بسبب ماضيه كصياد، حيث كانت عيناه تشكلان المنظار الذي يسمح له بأن يرى عن بـُـعد وبوضوح،  فنلاحظ أيضا أن بياض عينيه أصغر من بياض عيني المرأة. ويُـفسَر هذا الأمر بحاجة النساء إلى التواصل عن قرب، لا سيما في علاقة الأم بطفلها: بياض العين الواسع يسمح بالتعبير عن مجموعة كبيرة من الأحاسيس والمشاعر وبإرسال إشارات متنوعة وكثيرة. ما هو الدليل؟ بياض العين لدى الحيوانات التي لا تستخدم هذا النوع من التواصل كالطيور مثلا، يكاد يكون معدوما...

لقد ثـبُتَ مثلا أن الرجل يرى أفضل من المرأة ليلا عن بعد. وإذا ما ربطنا هذا الأمر بقدرته المكانية نجد أن بإمكانه أن يقود السيارة بسهولة ليلا.

فالرجل المبرمجة عيناه ليرى عن بُـعد يضطر دائما الى إعادة ضبط نظره ليستطيع الرؤية عن قرب... ليس الذنب ذنبه، وهو لا يتعمـد ذلك إنها مسألة نظر وحســب. وأيضا إنها مسألة الفرق بين الرجل والمرأة...

علينا أن نقـر ونؤمن بأن الله سبحانه خلقنا متساويان في القدر والقيمة، لكن مختلفان، ليس أحدنا أفضل من الآخر أو أسوأ منه، إنما مختلف عنه ليس من ناحية الشكل فقط بل في أمور أخرى كطريقة التفكير، والهورمونات وغيرها...

عندما أدرك أن الآخر مختلف عني هذا يساعدني لكي أحاول فهمه ولا أسرع في الحكم عليه، وبالتالي سيساهم في حل الخلافات قبل إندلاعها... فيا أيها الرجال والنساء دعونا نحاول فهم الإختلافات بيننا دون خلاف، ونحقق الهدف من خلق الله لنا مختلفين ألا وهو أن يُكمل أحدنا الآخر...

المرأة, الرجل, الزوج, التفكير, الرؤية, الشكل, المنظر, والهورمونات, المرأة ترى والرجل ما زال يبحث..., Women see and men is still looking ...

  • عدد الزيارات: 9386