كيف أعلِّم إبني بأن يكون لطيفاً!!!

الجواب الأصعب هو الجواب الصحيح... كوني له نموذجاً للّطف.

قد تتساءلين كيف نستطيع أن نكون لطفاء في حين أنَّ أولادنا هم غير مطيعين وقليلي الإحترام تجاه الآخربن؟.

الجواب الأصعب هو الجواب الصحيح... كوني له نموذجاً للّطف.

قد تتساءلين كيف نستطيع أن نكون لطفاء في حين أنَّ أولادنا هم غير مطيعين وقليلي الإحترام تجاه الآخربن؟.

أن تكوني نموذجاً لشيء ما فهذا يعني عادةً أن هذا الأنموذج مُحاطٌ بجوٍ مناقضٍ للمهارة المطلوبة.

أسميها مهارة لأننا نتعلَّمها. كما أنها ليست بالشيء السهل حتى نتعلَّمه، ويتطلَّب درجة عالية من ضبط النفس.

فمن السهل جداً أن نُظهر اللطف حين يقدم لنا أولادنا الإحترام والطاعة الفورية مبتسمين.

ومن السهل أيضاً إظهار اللطف عندما يقومون بتنظيف غرفة الجلوس من دون أن يُطلَب منهم ذلك.

لكن عندما لا يقدموا لنا الإحترام وبدلاً من ذلك يعبثون الفوضى، فإن اللطف عندها، نادراً ما نتحلى به أو نفكرفيه...

ماذا يعني حقيقةً أن تكوني لطيفةً مع أولادك؟

هذا لا يعني أن تتغاضي عن تصرفاتهم السيئة من دون عقاب،

ولا يعني أنهم قد منعوك من السلطة،

ولا يعني الإنحدار نحو معايير أدنى... كما توقعتِ أنتِ وزوجك.

لكي نساعدكِ على فهم كيفية التصرّف في هذه الحالة، فكري في نفسك كونك واحدة من أولاد الله!!!

هل إن الله لا يعاقبنا ولا يدرِّبنا عندما نخطيء؟؟

لكن حبـّه يغطينا باستمرار... إنه الرحوم الكريم.

إن كلماتنا دائماً تحتاج لأن تكون جذابة ولطيفة.

علينا أن نكون متناغمين في تصرفاتنا وكلماتنا.

وهدفنا الأوَّل هو أن لا ننزع فتيل غضبنا، ولا أن نفرض سيطرتنا بالقوة، ونحتاج أن نمارس ضبط النفس ونُظهر الجديَّة لكن مع إظهار اللطف في سلوكنا.

إنَّ إظهار اللطف والتهذيب بعيداً عن إستعمال الكلام البغيض والتقليل من شأن الطفل... مع عدم مقارنته أو مقارنتها مع أحد من الأخوة هي أمورٌ مطلوبة دائماً. إنَّ هدفنا هو أن نعلِّم أولادنا ونحبهم.

بإمكاننا أن نستعمل هذا الوقت كفرصةٍ لنتعلَّم نحن أيضاً.

حاولي أن تستمعي إلى ما يقوله الطفل ولماذا يتصرَّف بهذه الطريقة، وأعطي أذناً صاغية لكي تفهمي ما يقول. كما أننا نستطيع أن نتشارك معهم أيضاً عندما يُظهروا لنا العصيان، وما ينتج عن ذلك العصيان... أعطيهم وقتاً كافياً لكي يعبِّروا... ربما هم يريدون فقط جذب انتباهكِ، وبمجرَّد جلوسكِ وإستماعكِ فإن هذا سيكون كافٍ ومُرضٍ بالنسبة لهم.

وبعد جلسة المحادثة يأتي وقت التأديب.

يستحسن أن يكون العقابٌ مناسبٌ... أي يتساوى مع الإساءة. لكن عليكِ ايضا أن تكوني متأكدة من أنَّ الطفل يدرك لماذا يُعطى له هذا القصاص، وما هو المطلوب منه بكل وضوح (تغيير تصرفاته، ترتيب وتوضيب الألعاب بعد الإنتهاء من اللعب...).

لكن الأهم من هذا كله هو أنَّ حبكِ له يجب أن يظهر جلياً بواسطة لطفكِ وضبطكِ لنفسك.

هذه هي كيفيَّة العقاب الممزوج بالحب.

وهكذا أستطيع أن أعلم أولادي أن يكونوا لطفاء...

الله يعطينا القدرة والحكمة لهذه المهمة... الجميلة... الصعبة...