Skip to main content

كفيفة أنارت عقول كثيرين

كفيفة أنارت عقول كثيرين

تعرَّفت إلى مجموعة أشخاص يمرّون بظروف أصعب من تلك الظّروف التي مرَّت بها، وهذا ما زادها إصرارًا على تحقيق مشروعها... مشروع "رنين"... المكتبة الصوتيّة

إنّها الأردنيّة روان بركات، التي كبرتْ وهي كفيفة... لكنّ شغف سماع قصص الأطفال كان يملأ قلبها... طفلة كانت عندما أمضت الأوقات وهي تجلس مع والدتها، وتستمع إلى قصصٍ للأطفال والتي هي الأحبُّ على قلبها... كانت تتخيَّل الأحداث من خلال إصغائها، لكنّ إستمتاعها بسماع تلك القصص لم يدم طويلاً، فقد أُصيبت الأم بسرطان الحلق فمنعها من القراءة لروان بصوت مسموع...

حينها أدركتْ روان أهمّيّة القراءة والإستماع إلى القصص... وحينها بدأ حلمها يكبر... فهي تريد أن تُقدِّم مجموعة مُسجلة من القصص للأطفال المكفوفين على وجه الخصوص... لكن، هذا كان يحتاج لدعم مادي يُمَكِّنها من السّفر للمشاركة في مهرجان أفلام الأطفال الذي تنظِّمه إحدى المؤسّسات... وبفضل أهل الخير، حصلت على منحةٍ، وهنا بدأت الرّحلة...

وصلت روان إلى حيث المهرجان، حيث تعرَّفت إلى مجموعة أشخاص يمرّون بظروف أصعب من تلك الظّروف التي مرَّت بها، وهذا ما زادها إصرارًا على تحقيق مشروعها...

ومع مرور الأيام، قامت روان بتأسيس مشروع "رنين"... وهو عبارة عن مكتبة صوتيّة، تُعنى بإيجاد منظومة تعليميّة متكاملة، تعمل على بناء مهارات الإستماع والتّواصل للأطفال...

بدأت روان بالعمل التطوُّعي وهي بعمر أل ١١ سنة، وتابعت دراستها إلى أن تخرَّجت من الجامعة عام ٢٠٠٨، كأوَّل كفيفة عربيّة تدرس فنّ المسرح - هذا الإختصاص الذي حلمتْ به وأحبّته، في حين أنه يبدو غريبًا للبعض - لكنّه بحسب قناعتها سيمنحها فرصةً للتّعبير عن نفسها بطريقة مختلفة... وقد مَثَّلَتْ روان عددًا من العروض المسرحيّة، وقامتْ بإخراج مسرحيّات عدَّة أثناء دراستها، وكانت تكتب جزءًا من العروض وتُخرجه بنفسها...

وتقول روان: "عندما بدأتُ التّمثيل زادتْ ثقتي بنفسي وأنا أقف أمام الجمهور دون خوف... لم يتمّ وضعي في أدوار معيَّنة بسبب إعاقتي... لكنّ التّحدي الأكبر كان الجهد الكبير للتعرُّف على أبعاد المساحة التي يجب أن أعمل ضمنها، وأن أدرس خطواتي جيِّداً على المسرح... كنت أحتاج لمساعدة الآخرين في أمور الإضاءة وحركة الممثلين... كنت أعتمد على النّص المَحكي، ما يُسَهِّل علي إختيار الممثلين من خلال أدائهم الصوتي"...

وقد حصلت روان على جوائز عديدة منها: "سينرغوس للمبدع الإجتماعي ٢٠١١" و"وسام الحُسين للعطاء المميز ٢٠١٥"... وتتناول قصص روان قضايا أخلاقية وإجتماعية وتربوية مختلفة...

وتعتبر روان أنَّ الألعاب الإلكترونية ليست منافسًا فقط، بل هي خطر حقيقي على المطالعة والقراءة لدى الأطفال...

روان… لقد تَغَلَّبْتِ بنور بصيرتكِ على صعوبة فقدان البصر، وكان "رنين" كلماتكِ نورًا في أذهان أطفالٍ فقدوا نعمة البصر!!!

مرض السرطان, المطالعة, النور, قصص الأطفال, التغلب على الإعاقة الجسدية, ذهن الأطفال, روان بركات, اصرار

  • عدد الزيارات: 1347