Skip to main content

مَسَرّات مِصباح

مَسَرّات مِصباح

إبتسمي من جديد... إمرأة بلا وجه... المشوهة بهجوم شيطاني بالحامض الحاد... هل تعلمين أن أكثر من 200 هجوم على الأقل يحدث في باكستان سنويا!!

سيِّدة باكستانية تملك صالوناً، إكتشفتْ مُهِمَّة جديدة في حياتها العملية، عندما دخلتْ إلى صالونها إمرأة تطلب منها المساعدة، لكي تبدو في حالٍ أفضل...

إسمها "مَسَرّات مِصباح" الإسم الذي يوحي لك بالإبتهاج المُضاعَف والضوء الذي يوزِّع نوره وسط الظلمة.

وتقول مسرات: "عندما رفعتْ هذه المرأة النقاب، لم أعُدْ أُقْدرُ على الوقوف... لم تقوَ رجْلاي على حملي... وكِدْتُ أقع أرضاً... إمرأة بلا وجه... لا أثر للأنف ولا ملامح للعينين...الوجه ملتصق بالرقبة بحيث أصبحا كتلة واحدة لا تستطيع الحراك..."

حدث ذلك عام ٢٠٠٣ أي منذ١٤ سنة، عندما دخلت صالونها إمرأة كانت قد تعرَّضتْ لهجوم بال Acid، أو الحامض الحاد، شوَّهَ وجهها، فتحول إلى كرة من اللحم المحروق...

إستعانت مسرات بمجموعة من الأطباء لإجراء عمليات ترميمية لهذه السيدة، لكن التزامها لم يتوقف هنا...

فقد أنشأتْ مسرات "جمعيَّة لا تبتغي الربح Non Profit Organization" وأطلقتْ عليها إسم "إبتسمي من جديد" مُهِمَّتها مساعدة السيدات الناجيات من هجوم مماثل (Acid Attack) من أجل إعادة بناء حياتهن من جديد...

لكن عمل مسرات لم يتوقف فقط هنا، بل باشرت بتأسيس واحدة من أهم السلاسل المحترمة في باكستان، ولم يتوقف دعمها لهذه السلسلة، بل عمدتْ إلى تحويل صالونها مقراً لللاجئات الناجيات من حوادث مماثلة، فتدفع لهن نفقات العلاج، كما أنها تقوم بتعليمهن مهارات مكان العمل، بحيث أن بعضاً منهن أصبحن أخصائيات تجميل وتساعدنها في العمل.

وقد تخطى عدد النساء اللواتي حصلن على مساعدتها ال ٧٥٠ إمرأة، وجميعهن ناجيات من هجوم الأسيد.

وتقول مسرات: " إننا ومن خلال ترميم التشوُّهات، نَرُدُّ لهن اعتبارهن، ونعمل على إعادة تأهيلهن وتعليمهن وإصلاحهن... بالإضافة إلى تطوير مهاراتهن، وإستعادة ثقتهن بأنفسهن... كما أننا نعمل على ترسيخ هذه الحقيقة في أذهانهن:

المسألة ليست مسألة جمال... أنتِ لستِ عبئاً على كاهل العائلة... كوني إمرأة قويَّة حرَّة ومُستقلَّة..."

وتؤكد مسرات عن حصول ما يزيد عن ٢٠٠ هجوم خلال السنة الواحدة في باكستان. لكن المحامين يعتقدون أنَّ العدد الحقيقي هو أكبر من هذا بكثير. أما على المستوى العالمي فإن التقدير يتراوح بين ١٥٠٠ شخص أو أكثر ممن يتعرضون لهكذا هجوم، وغالبيتهم من النساء، و ٤٠ -٧٠ ٪‏ منهن لا يتعدى عمرهن ال ١٨ سنة.

وتطالب مسرات الحكومة بأن تساعد في منع حدوث هذه الهجمات، وتساهم في مدِّ يد المساعدة لهؤلاء النساء المُصابات وتقول:

"لأنها قضية مُوجَّهة ضد المرأة، فإنها حتماً لن تكون في صُلب أولويات الحكومة، بل على العكس، إنها في أسفل اللائحة... مع العِلم أنَّ هذه القضية تُشَوِّه صورة دولتنا... ولهذا السبب فإنها حالما تظهر إلى الواجهة، تعود وترتد إلى الوراء لتختبىء تحت السجادة..."

وتضيف مسرات: "إستمعْ إلى قصصهن... لا أسباب جوهرية لهذه الهجمات... وفي كثير من الأحيان، لا سبب على الإطلاق... لكن المهاجمين يتمتعون بهذا العمل...

"هل هذا هو العالم الذي نطمح للعيش فيه؟"

من جهتها، فإن مسرات تحاول بناء نوع آخر من العالم... عالم يرى أنَّ مساعدة المرأة على بناء حياتها أمرٌ واجب ومُلِحّ...

مسرات مصباح... أنتِ إسمٌ على مُسَمّى... أنتِ بهجةٌ مُضاعَفة، ومصباحٌ يضيء نفق النساء المظلومات...

كَثَّرَ الله من أمثالك!!!

المرأة, الهجوم, المساعدة, الضحية, التَشوه, باكستان, ابتسمي

  • عدد الزيارات: 2404