Skip to main content

دوامة الخوف

ابن أخي وعمره الآن 22 سنة يخاف من الظلام. إنه في دوامة مستمرة.... لماذا يا ترى؟

ابن أخي وعمره الآن 22 سنة يخاف من الظلام. إنه في دوامة مستمرة.... لماذا يا ترى؟

 في جلسة هادئة في احدى الايام، سألته هل فكر لماذا هذا الخوف؟ وبدأنا نعود إلى الماضي وما حدث في حياته. بعد وقت قصير من التفكير الجدي توصل إلى الاسباب التي يظن أنها قد تكون مصدر خوفه من الظلام. ثم سألته ما الخطر الذي سيواجهه هذه الليلة  لو أطفأ النور؟

أنا لست طبيبة نفسانية، لكنني أعطيت من وقتي قليلا وطرحت الاسئلة الصحيحة واستمعت بصبر ومحبة فقط!! 

الحقيقة أن مواجهة الموضوع بجدية.... والتفكير كشخص ناضج أعطاه القدرة للتغلب على خوف موروث من طفولته. كان يخجل دائما من هذا الضعف وقد ظن أصدقاؤه انه مـُهـْمـِل.... ولا يفكـّر بإطفاء النور!! أخيراً تحـّرر من هذا الخوف!!

ربما أنت أيضا عندك مخاوف لا تدرين من أين  مصدرها!! ربما شيء ما حدث منذ زمن هو سبب هذا الخوف..... إذا تجاهلنا مخاوفنا ولم نواجهها نعيش بدوامة مستمرة. فما العمل؟

معرفة حقيقة الامور هـو الحل. اسألي نفسك: ما هو سبب هذا الخوف؟ وإذا كان السبب غير موجود الآن، عندها نقدر أن نتخلص من هذه العادة... نعم أقول عادة... لانه عندما يتكرر تصرف ما بدون سبب يصبح عادة. 

 نحن مسؤولون أحيانا عن بعض المخاوف في حياتنا. مثلا إذا تجاهلنا النظام الصحي والوقاية نعـّرض أنفسنا لدوامة الخوف من الأمراض. وإذا تجاهلنا قدراتنا الفكرية ولم نطـوّر ثقافتنا نجد أنفسنا غير قادرين على التواصل مع المثقفين، وهذا يسبب لنا شعوراً بالنقص ويولــّد فينا صراعا مستمرا وندمـاً على ما فات، وبالتالي هذا يمنعنا من المجازفة والقيام بأي عـمل خوفا من الفشل!!!.

إن الخوف الدائم غير صحي على الإطلاق!! حالة التوتر تؤثـّر على عضلاتنا وجهازنا العصبي فنشعر بالألم في جسدنا. مواجهة الخوف والتفكير بشكل دقـيق يساعدنا على معرفة حقيقة الأمور وما إذا كان هناك ما يدعو للخوف أم لا!!!!

والتخلـُص من الخوف الذي سيطر علينا فترة من الزمن يتطلب بعض الوقت لنستطيع التحكم بأفكارنا وتدريبها على مواجهة الخوف. كما أن ممارسة الرياضة والاسترخاء يساهمان كثيرا على الهدوء الفكري والنفسي.

الخوف, الرياضة, العادات, الصحة, الهدوء, دوامة الخوف, spiral of fear

  • عدد الزيارات: 2897