Skip to main content

كرة المضرب في ظلال الأهرام

"مصر هي بلدي، وأنا أحب هذا" تقول ساندرا "كما أحب أن أكون لاعبة كرة مضرب مصريَّة".فمتى؟ متى ستخلد أوطاننا العربية إلى الراحة، ومتى ستعرف الهدوء؟ ومتى سيشعر الإنسان فيها بالإطمئنان؟ ومتى سيكون المناخ مهيئاً لنسائنا ورجالنا الموهوبين، لكي يتمكنوا من تحقيق أحلامهم؟

كرة المضرب في ظلال الأهرام وعلى ضفاف نهر النيل...
ساندرا سمير المصريَّة نشأت في بيتٍ يتمتَّع بمشهدٍ مهيب لأهرام الجيزة.
وقد أحرزت ساندرا بطولة أفريقيا في كرة المضرب للمجموعة العمريَّة لما دون ال ١٨ سنة. وقد ظهرت رغبتها في الربح منذ المباراة الأولى لها في مسابقة ال Open في الولايات الامريكية المتحدة . 
وقد قال والدها سمير حينها: "هذا هو كل ما تملك، إنها تملك القلب".
بدأت ساندرا سمير بلعب كرة المضرب مع والدها حين كانت في سن الخامسة، والذي تعلَّم بدوره هذه الرياضة عندما كان يعيش مع عائلته في فرنسا..
وقد عشقت ساندرا هذه اللعبة، كما عشقت اللعب على الملاعب الطينيَّة الحمراء في نوادي خاصة، خصوصاً أنَّ مصر لم يكن لديها الكثير من هذه الملاعب أو ملاعب عامَّة من هذا النوع على حدّ قولها...
ومع مرور الزمن وحين أصبحت في سن ال١٣ تفوَّقت ساندرا على جميع اللاعبات الأخريات في شمال أفريقيا... وكان ذلك بتوجيهٍ وإرشادٍ من والدها.
ورغم اندلاع الثورة والإنقلاب السياسي حرصت ساندرا على المثابرة والتركيز في متابعتها لهذه اللعبة. وقد عدَّلت برنامج تدريبها وفقاً لحظر التجوّل المفروض....
وعلى الرغم من أنَّ عائلة سمير عاشت في الجيزة، بالقرب من الأهرام، حيث لا يوجد هناك أي خطر، إلا أنَّ عمليَّة وصولها إلى النادي من أجل إجراء التمرينات كان محفوفاً بالخطر إذ يتطلَّب هذا القيادة والسيرفي الجوار حيث الأحياء هناك متورِّطة ومشاركة في الإضطرابات.
وكانت ساندرا قد أحرزت البطولات في تونس، كينيا وجنوب أفريقيا، وكان من الواضح أنها ستنتقل سريعاً إلى منافسة أفضل.
وفي عام ٢٠١٣ قرَّرت العائلة الإنتقال إلى كاليفورنيا، حيث بإمكان ساندرا أن تحصل على ميزة المشاركة في أكاديميَّة للعبة كرة المضرب، وهي مدرسةٌ صغيرةٌ عالية الأداء في هذا المجال،
وستتدرَّب هناك مع محمد كريم، أحد القادة هناك... والذي بإمكانه تفهّم حالتها،... إذ قد إنتقل هو بنفسه من مصر إلى الولايات المتحدة لكي يثابر بدوره على هذه اللعبة.
لكنَّ سمير والد ساندرا قال: "لا يهم إلى أي درجة من البطولات سوف ترتقي إبنتي، لكن المهم أنها ستظلُّ تتوق وتحِنُّ إلى مشهد الأهرامات التي تطلُّ عليها من نافذة غرفة نومها...
"مصر هي بلدي، وأنا أحب هذا" تقول ساندرا "كما أحب أن أكون لاعبة كرة مضرب مصريَّة".
فمتى؟ متى ستخلد أوطاننا العربية إلى الراحة، ومتى ستعرف الهدوء؟ ومتى سيشعر الإنسان فيها بالإطمئنان؟ ومتى سيكون المناخ مهيئاً لنسائنا ورجالنا الموهوبين، لكي يتمكنوا من تحقيق أحلامهم؟

الرياضة, الوطن العربي, الولايات المتحدة, الاهرام, ساندرا سمير, كرة المضرب, tennis in ahram shadows

  • عدد الزيارات: 2415