الحيوانات والنذير الغامض
ومع كل الإكتشافات والتطورات ما زلنا نجهل الكثير مما يدور في فلكنا ويواصل الخبراء والإختصاصيون بحثهم لمعرفة المزيد من أسرار الكون...
سمع الزوجان نيكولا وفالنتينا أصوات عراك وهياج في غرفة المعيشة بالدور الأرضي، وعندما وصل الزوج لغرفة المعيشة، رأى الريش المتطاير يسبح في الفضاء، وبالقرب من نافذة الحجرة رأى قفص الطيور يهتز بينما إرتمت طيور الكناريا في أرض القفص ميتة!...
من الواضح أنها ماتت من فرط ما خبطت نفسها في دار القفص، في محاولة يائسة للخروج منه... أما في الخارج في المدينة كان الوضع أشد غرابة!...
حيث لاحظ رجل دورية الشرطة أن الحمام الذي كان يملأ طرقات المدينة قد إختفى تماما...
بينما داخل مركز الشرطة الرئيسي، إنزعج رجال الشرطة من النباح المتواصل الذي لا تفسير له، والذي صدر عن زوج من الكلاب البوليسية كان محبوسا في المركز حيث كان الكلبان أثناء النباح يقفزان بصفة مستمرة ناحية النافذة يريدان تحطيمها والهروب منها...
وفي حديقة الحيوان بالمدينة، إستيقظ الحراس والمسؤولون في الرابعة والنصف فجرا، بما وصف بعد ذلك بأنه "سيمفونية من الرعب"!...
لقد هاجت الحيوانات في أقفاصها وقد أصابها هلع شديد وكانت الأسود والنمور تذرع أقفاصها وهي تزأر وتخور، والفيلة تجأر بشراسة وتندفع بكل قوتها، مرتطمة بأسوار أقفاصها الحديدية تريد الهرب وإعتقد الحراس أن أحد المشاغبين قد تسلل إلى الحديقة وأفزع الحيوانات.
وباندفاع يائس، إستطاعت أنثى الفيل أن تكسر صفا من أعمدة القفص المتينة المصنوعة من الصلب، وإندفعت ناحية غابة من غابة من الأشجار، وقد أصيب حارسها الذي حاول وقفها بجروح شديدة...
أسرع رئيس الحراس إلى مكتبه ليأتي ببندقية لمواجهة هذا الموقف الخطير.
لكنه ما إن عاد بالبندقية حتى وجد موقفا غريبا يواجهه...
لقد هدأت الحيوانات هدوءا تاما، وفي لحظة واحدة، وكأنما إشارة متفق عليها بينها جميعا...
حتى أنثى الفيل التي كانت قد هربت شاردة، وقفت في مكانها، وإستسلمت للحارس الذي قادها إلى قفص جديد...
لقد بدا أن الحيوانات جميعا قد إستسلمت فجأة لقدرها. وبعد لحظات قصيرة، بدأت المدينة تهتز في عنف... حيث في 17:5 فجرا كانت البيوت في مدينة سكوبيا اليوغوسلافية تهتز كاللعب الصغيرة، وقد إرتفع صوت كالرعد، بينما أخذت البيوت تتهاوى، نتيجة لأفظع زلزال عرفته المنطقة على مدى مائة عام...
كان الناس بعد الزلزال يجوبون المدينة في ذهول وهم يُتمتمون "لقد حسبتها القنبلة الهيدروجينية"... وفي أحد المباني إبتلعت الأرض طابقين كاملين من طوابقه الستة… لقد مات أكثر من ألف مواطن في يوم واحد وجرح أكثر من ألفي شخص، وحطم الزلزال أكثر من 80% من بنايات المدينة، وتشرد أكثر من مائة ألف مواطن...
وفي اليوم التالي، ظهرت أول طلائع الطيور المهاجرة وهي تعود إلى المدينة المحطمة...
إذا يطرح هنا السؤال كيف عرفت الحيوانات بالكارثة قبل وقوعها؟
هل هو كما تقول إحدى النظريات عن وجود جهاز للضغط الكهربائي داخلها، أشبه بجهاز الإنذار المبكر؟
هناك الكثير من القصص التي يرد فيها ذكر الحيوانات إرتباطا بحوادث غامضة تكون فيه أشبه بالإنذار بوقوع شيء غامض أو كارثة، وهذا أمر ما زلنا نجهل طبيعته... هناك فرضية قدمها فريق من الباحثين بقيادة الأميركي فردمان فرويد والإنكليزية راشيل غرانت، مفادها أن الحيوانات قد تحس وتشعر بالتغييرات الكيميائية التي تظهر في المياه الجوفية قبل حدوث الهزة الأرضية. ويتمنى هذا الفريق من المتخصيين في علم الأحياء وعلم طبقات الأرض أن تحثهم هذه الفرضية للعمل معا لنعرف حقيقة كيف يمكن للحيوانات أن تساعدنا في تمييز بعض العلامات المحيرة التي تسبق الهزة الأرضية...
ومع كل الإكتشافات والتطورات ما زلنا نجهل الكثير مما يدور في فلكنا ويواصل الخبراء والإختصاصيون بحثهم لمعرفة المزيد من أسرار الكون... وأمام عظمة هذا الكون ودقته لا يسعنا إلا أن نهتف للخالق ونقول: ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعتَ ملآنة الأرض من غناك...
الشرطة, الزوجان, العراك, الرعب, الحارس, البيوت, الزلزال, الهزة الأرضية, الحيوانات والنذير الغامض, Animals and prognostic mysterious
- عدد الزيارات: 2891