معجزة شــفاء...
أود أن أشارك معكم هذه القصة الحقيقية... نحن ثلاث صديقات تعرفنا ببعض في بداية الحرب الأهلية في لبنان، ومع مرور الأيام والسنين توطدت صداقتنا وتعمقت...
صديقتنا الأصغر سناء تزوجت أولا ثم بعد سنتين تزوجت الثانية وسافرت مع زوجها إلى الخارج، وكنا على تواصل مستمر عبر الرسائل والهاتف...
مرت السنوات وتزوجت أنا أيضا وسافرت إلى بلد أوروبي ولكن علاقتنا نحن الثلاثة لم تنقطع فكنت أتواصل مع صديقتي المقيمة في المهجر وأنقل أخبارها إلى الصديقة المقيمة في لبنان والعكس... وتقابلنا نحن الثلاثة في لبنان مرتين خلال 14 سنة الماضية وأمضينا معا أحلى الأوقات نستعيد الذكريات. وكما يُـقال "الأيام الحلوة تمضي بسرعة" وهكذا إفترقنا وذهبت كل منا إلى عائلتها ولكن علاقتنا ببعض لم تنقطع لا بل تحسنت ويعود الفضل للإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي...
خلال عام 2013 حاولت كثيرا التواصل مع صديقتي في المهجر دون جدوى تضايقت جدا وتساءلنا صديقتي في لبنان وأنا: ما الأمر؟ لماذا لا تجيب؟ وكنت بين فترة وفترة أرسل لها رسالة عبر البريد الإلكتروني لكنني لم أحصل على أي رد. وقبل عيد الميلاد أرسلت لها بطاقة تهنئة وطلبت منها أن تخبرني بصراحة إن كانت لا تريد التواصل معي بعد الآن.
مرت أيام قليلة ثم وصلني رد منها تعتذر فيه جدا عن عدم التواصل والسبب؟! أنها تعيش في خوف مستمر من مرض السرطان!!!... وأخبرتني أن المرض موجود في ثلاث أماكن من جسمها حسب الفحوصات الطبية وهذا هو سبب عدم تواصلها لأنها محبطة وكئيبة وخائفة جدا جدا...
كتبت لها رسالة تشجيع وذكّرتها بان إلهنا حي وقادر ولا يستحيل عليه أي شيء وأنا أؤمن بأن المسيح ( عيسى ) الذي كان يشفي قديما لا يزال يشفي الآن أيضا... ومن الناحية العلمية فإن الإستسلام للخوف يساهم كثيرا في القضاء على الإنسان المريض. ووعدتها بأنني وصديقتنا في لبنان سنواصل الصلاة من أجل شفائها...
بعد أن إنتهيت من رسالتها إتصلت بصديقتي وأخبرتها القصة وإتفقنا على الصلاة لأجلها مع مجموعة أخرى من السيدات... بعد مضي شهر تقريبا كتبت لها رسالة قصيرة للإطمئنان، فجاءني ردها وكان بمثابة مياه باردة لنفس عطشانة... أخبرتني بانها أجرت فحوصات جديدة وأخبرها الطبيب وهو مندهش بأن لا أثر للمرض في جسدها. فشكرَت الله وطلبت مني أن أشكر كل الذين صلوا لأجل شفائها.
سيدتي، ربما تواجهين أنت أيضا ظروف صعبة في حياتك: صحية، عائلية، نفسية. نصيحتي لك سيدتي: لا تستسلمي للخوف والفشل والإحباط... بل بكل إيمان وثقة إستسلمي بين يدي الله القادر على تغيير ظروفك أو تغييرك أنت لتتقبلي ظروفك. نحن نردد كثيرا بأن الله قدير وقادر ولكن هل حقا نصدق هذا؟ وهل اختبرنا فعلا قوته وقدرته في ظروفنا وحياتنا؟ هذا هو التحدي!!!
الحرب, السرطان, لبنان, الأيام, الذكريات, الصديقات, السنين, الأوقات
- عدد الزيارات: 5865