Skip to main content

أريد زلزالا

أجمل أيام الحياة هي أيام الدراسة، خاصة الثانوية العامة، ففي هذا السن تشعر الفتاة بأوج أنوثتها... وأنا وفي اليوم الأول لسنة الثانوية العامة... أعطيت اسم "الطبوشة" !!

أجمل أيام الحياة هي أيام الدراسة، خاصة الثانوية العامة، ففي هذا السن تشعر الفتاة بأوج أنوثتها... وأنا وفي اليوم الأول لسنة الثانوية العامة... أعطيت اسم "الطبوشة" !!

رغم كوني نحيفة لم أكن أتمتع بأفضل شكل، إذ أن لي أوراك عريضة... وهذا ما جعلني منذ تلك اللحظة دائمة الحذر وغير مرتاحة من نظرات الجميع... فشكلي ليس بالمعيار المقبول.

"الطبوشة" كلمة انحفرت في عقلي لسنوات... وصارت ختم فوق الجبين... فشككت بقدرتي أن أكمل نشاطاتي الرياضية... رغم مهارتي ومركزي في فريقي كرة الطائرة وكرة السلة... وفوزي في الكثير من النشاطات الرياضية بالمراكز الأولى... ومع هذا... اسم "الطبوشة" صاحبة الأوراك العريضة... يحد من إندفاعي لأكمل مسيرتي الرياضية ...
وهذا كان صوت عقلي لسنوات ...

كثر هم من كان كلامهم إيجابي ومشجع، ولكن الأصوات الأكثر، بالإضافة الى الإعلام والمجلات والإعلانات، كانت سلبية تعزز صوت عقلي وقناعتي... مما أثر وبقوة على نفسيتي وعلى تقييمي لنفسي وإختياراتي أيضا.

أما أختي من الناحية الثانية ... فكان لقبها "حبيبة أمها" رغم أنها لم تتمتع بمزايا خارقة، كانت سعيدة، سهلة المعشر، بسيطة، تفرح لسماع هذه الكلمة "حبيبة أمها" فتكفيها... هل هي من أسمت نفسها بهذا الإسم؟؟؟؟ هل رفاقنا هم من أطلقوا عليها هذا الإسم... أم ان أمي قالتها لها مرة وحفظتها ورددتها إلى أن صار ختما على جبينها... فصار حافزا لها على الحياة الحلوة المعطاءة... الواثقة؟؟؟ فمهما مرت بظروف صعبة... لها ثقة بحب متين يمكنها أن تعود لترتاح في أحضانه... حب الماما...

وبعد سنوات من التفكير السلبي... والتفكير المنطقي... والمقارنة بين خجلي من شكلي وبين ثقة أختي بنفسها... جلست جلسة هادئة ودعيت ربي... وسألته... يا رب... أعلم بأن أمي أيضا تحبني وتفتخر بي ... لكنني بحاجة لمسح هذا الختم... الذي ختمت أنا نفسي به... أحتاج لقبول نفسي وجسدي كما هو رغم التلميحات والتقييمات الداخلية النفسية والخارجية....

مر الوقت وأنا في مناجاة مع الله... إلى أن شعرت بصوت رقيق في قلبي يقول لي... أنا عالم بأفكارك... واهتماماتك... كل كلمة في فكرك عرفتها... أنا أمامك وخلفك... أراك... لا يمكنك أن تخفي نفسك عني ... أو فكرك... أو حتى جسدك... مهما إرتديت... فأنا من نسجك في بطن أمك بكل حكمة ومحبة... لم تختف عني عظامك حينما صنعتك... فأنت عمل يدي... وقيمتك ليست بشكلك... بل بمن رسمك وكونك وأعطاك حياة... قيمتك في حبي أنا لك... فأنت لي إبنة غالية... مميزة... إسمعي لصوتي ....!!!!

صرخت من الأعماق... يا إلهي سامحني... أشكرك على محبتك. أشكرك لأني إبنتك المحبوبة الغالية... لا تسمح أن أنسى هذه الهمسات... إجعلها زلزال يهدم كل فكر سلبي ويهديني للثقة بأنني حبيبتك وأنك معي دائما... فأقوى أمام ذاتي وكل سلبيات الحياة...

أيام الدراسة, الفتاة, أنوثت, الطبوشة, كرة الطائرة, كرة السلة, عقلي, أختي, أريد زلزالا, I want an earthquake

  • عدد الزيارات: 2575