كتب يتاريخ . نشر في أحداث

فقط... في موسم الأعياد...

فقط... في موسم الأعياد...

...المشاعر المتضاربة! الحزن للبعض والفرح للبعض الاخر... شعور عارم، ينبعث من الطّاقة الّتي تبثّها الأجواء من حولنا...

فقط في موسم الأعياد تختلج في نفوسنا مشاعر عديدة...

مشاعر الفرح طبعًا... تأتي في مقدّمة الأحاسيس الّتي تعتري داخلنا... الفرح بالتّجهيزات الّتي تملأ وقتنا... وتشغل أفكارنا... هذا الفرح يعود إلى أسباب مختلفة...

ربّما نفرح لأنّ العيد هو ذكرى جميلة، أو حدث مميّز... في هذا الحدث يجتمع أفراد العائلة كلّها في مكان واحد في نفس الوقت... بعد غياب طويل ربّما، إذ أنّ المسافات في هذه الأيام تفصل بين أفراد العائلة الواحدة بسبب فرص الحياة الّتي تبعثر اجتماعاتهم... أو أنّه فرح نابع من الزّينة والألوان وخفقة العيد من شراء الهدايا وتحضير الطّعام اللّذيذ... أو هو مجرّد شعور عارم، ينبعث من الطّاقة الّتي تبثّها الأجواء من حولنا...

على الجانب الآخر من المشاعر، يمكن أن نشعر بالحماس واللّهفة... يواكبنا هذا الشّعور طيلة الوقت إلى حين وصول ليلة العيد... فنتراكض بقلق كي نتأكّد بأنّ كلّ شيء جاهز للإحتفال... أو كي نصل إلى مكان الاجتماع أو الاحتفال في الوقت المناسب... أو أنّ المائدة والأمور الأخرى جاهزة لتقدّم إلى الضّيوف في الشّكل المناسب واللّائق...

ولكن... هل فكّرنا يومًا بمشاعر الحزن الّتي يمكن أن تجلب الدّمع إلى الأعين في لية من ليالي العيد؟! نعم... فالبعض يشعر بحزن دفين... يخرج إلى العلن في ليلة الميلاد... ربّما هو حزن لفقر ما، فلا إمكانيّات للإحتفال كما يجب... لا ثياب جديدة... لا هدايا ثمينة... لا عشاء فاخر... فيشعر البعض بالحرمان، ويأتي العيد بغمّ بدل الفرحة... أو بدمعة بدل البسمة... أو بيأس بدل الأمل...

وأكثر ما يجلب شعور الحزن، هو الإشتياق إلى أشخاص غادروا هذه الدّنيا... يحزننا وجودهم في عالم آخر... وتعود بنا الذّاكرة إلى أوقات سعيدة حين كانوا بيننا... نتذكّر ما كانوا يفعلون في ليالي الأعياد المميّزة... وحين نستمع إلى أغنية كانت محبّبة إلى قلوبهم، نرى الدّمع ينحدر دون إرادة منّا...

مع كلّ هذا، فإنّنا نحتفل... ونعيّد بعضنا بالقول: ميلاد مجيد، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة، بالمحبّة والألفة، بالسّلام والأمان... كلمات نردّدها... "أعاده الله على الجميع"! ربّما في السّنة المقبلة لن تعود هذه المناسبة على أشخاص أحباب... ربّما لن تعود علينا نحن أنفسنا، لا سمح الله...

هل فكّرنا يومًا كيف يشعر المحزونين في ألاعياد؟!

بصراحة، أنا فكّرت كثيرًا... وأيضًا... فكّرت في ما عليّ فعله إن في السّنة المقبلة افتقدت أحد أحبابي... وماذا قرّرت؟! قرّرت أن أحبّ بلا شروط... قرّرت أن أسامح دون قيود... قرّرت أن أستمتع بكلّ لحظة يمنحني إيّاها الله مع أفراد عائلتي...

هو عيد الميلاد... هو عيد المحبّة الّذي ولد فيه السّيّد المسيح... هو عيد السّلام الّذي ولد فيه ملك السّلام... هو العيد الّذي ولد فيه شخص غيّر تاريخ البشريّة كلّها...

لا يكفي أن أحبّ في موسم الميلاد فقط... لا يكفي أن أسامح في هذا الشّهر من السّنة فقط... لا يكفي أن أستغلّ فرصة قضاء وقت جميل مع عائلتي في ليلة مميّزة من السّنة... ذلك أنّ كلّ ما يحدث ليلة الميلاد، وما يختلج في دواخلنا من مشاعر مختلفة يتلاشى بعد فترة قصيرة... ونعود بعدها إلى روتين الحياة اليوميّ...

لذلك، ما يكفي هو أن أعيش محبّة الميلاد وسلامه وبركته في كلّ يوم من أيّام السّنة...

ميلاد مجيد... أعاده الله على الجميع بالسّلام والطّمأنينة والمحبّة...

المحبة, السلام, الفرح, الأمل, ليلة الميلاد, المسامحة, حب غير مشروط, البسمة, ولادة المسيح, ملك السلام, الميلاد المجيد