كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

العطاء مصدرٌ للسّعادة

العطاء مصدرٌ للسّعادة

ربما تظنين أن نمط حياة "الكَرَمْ" لا يتناسب مع سياسة الإزدهار الإقتصادي ومفهوم تزايد الثّروة... لكنّه وبالتّأكيد سوف يكون مصدرًا هامًّا للسّعادة في حياتنا...

يعتقد الكثيرون منّا أنَّ للنّجاح المادّي علاقة وثيقة بالغِنى والسّعادة... وقد يشجّع على هذا الإعتقاد كلٌّ من وسائل الإعلام والحكومات الّتي تحرص دائمًا على إقناعنا بذلك، من خلال برامجها المتعدِّدة عن النّمو الإقتصادي. ونحن نتعلَّم هذا في المدرسة منذ الصِّغَر وبأنَّ النّجاح وتحقيق الإزدهار الإقتصاديّ، هما مصدر النّجاح وتحقيق الثّروة...

بالحقيقة ليس هناك أي ارتباط بين الثّروة والسّعادة... قد يكون هذا الكلام سبب صدمة لكثيرين.

وعندما تتأمَّن حاجاتنا الأساسيّة من مأكل ومشرب ومسكن، بالإضافة إلى المصروف المالي الّذي نحتاجه، فإنّ الثّروة سيكون لها تأثير ضئيل على حياتنا...

وقد أثبتت الدّراسات أنَّ رابحي اليانصيب ليسوا أكثر سعادة ممّا كانوا عليه قبل ربح الجائزة – وأنَّ الأثرياء جدًّا –ليسوا أكثر سعادة من غيرهم.

إذاً، لماذا نضع كثيرًا من الجهد في سبيل الحصول على الثّروة؟

إنّنا بهذا نشبه إنسانًا يقرع بابًا بإصرار، رغم أنَّه أُخبِرَ بأن لا أحد موجود في الدّاخل كي يفتح له... يَهُمّ بالمغادرة، ثمّ يعود ويقرع من جديد...

وفي المقابل، أثبتت الدّراسات أنَّ السّعادة تأتي من خلال العطاء!!!

فالأشخاص الّذين يقدِّمون عملاً تطوُّعيًّا يتمتّعون بصحّة نفسيّة وعقليّة أفضل، لا بل إنّهم يعيشون أطول من غيرهم!!

كما أثبتت الدّراسات أيضًا بأنّ فوائد العمل التّطوُّعي هي أعظم من فوائد ممارسة الرّياضة، أو حضور مناسبة دينيّة، حتّى إنَّ فوائدها أعظم من فوائد الإقلاع عن التّدخين...

وتقول إحدى الدّراسات بأنَّ النّاس الذّين قُدِّمَ لهم مبلغًا ماليًّا، كانوا أكثر سعادة – من الّذين إحتفظوا به لأنفسهم – عندما تشاركوا به مع آخرين...

السّعادة تأتي من جرَّاء التّعاطف مع الآخرين والرّأفة بهم، بدلاً من التّمركز حول الذّات... وبتعبير أَدَقّ "الكَرَمْ"...

وقد يكون نمط حياة "الكَرَمْ" لا يتناسب مع سياسة الإزدهار الإقتصادي ومفهوم تزايد الثّروة، لكنّه وبالتّأكيد سوف يكون مصدرًا هامًّا للسّعادة في حياتنا...

يعلِّمنا الكتاب المقدَّس عن العطاء فيقول: "أَعْطوا تُعْطَوا. كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزوزًا فائِضًا يُعْطُون في أَحْضانكم. لأنَّه بِنَفْسِ الكٓيْلِ الذي به تَكيلونَ يُكالُ لَكُم." لوقا ٣٨:٦

ويقول أيضًا: "لأنَّ المُعْطي المَسْرور يُحِبُّهُ الله." ٢ كو ٧:٩

السعادة, النجاح, العطاء, المال, العمل, الثروة, الكَرَم, التّعاطف