كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

توقّفي عن الإنشغال...

توقّفي عن الإنشغال...

حين تستثمرين وقتك بفعاليّة، يتحوّل نهارك إلى صندوق سحريّ... كلّما ملأته، اتّسع جوفه ليستوعب أغراضًا أكثر...

يوم يمرّ بعد يوم... أسبوع.. شهر... وانتهى العام...! كلّنا نشعر بأنّ الوقت "يطير"... يمضي بسرعة... ونرى أنّنا دائمًا منشغولين... في العمل، إن في المنزل أو خارجه... مع الأصدقاء... في الأعياد والمناسبات... وما إلى ذلك... لكن... هل فكّرت يومًا أن هذا الإنشغال ليس بالضّرورة أن يكون على الدّوام أمرًا جيّدًّا؟!

خاصّة أنّنا نضيّع وقتنا على أمور، أحيانًا غير مهمّة... وأحيانًا أخرى لا تعنينا حتى! قد تظنّين أنّك مشغولة على مرّ الوقت، لكن إن نظرت بعمق إلى حياتك، ستجدينها مليئة بالأمور الفارغة... صدقًا!

تجدنا نقضي ساعات طويلة خلال اليوم، نحدّق في هواتفنا... أو نقضي ساعات طويلة في شراء ملابس جديدة إن لإثارة إعجاب أشخاص نحن لسنا معجبين بهم، أو لنمنح أنفسنا الشّعور بالفخر عندما نرتديها... نمضي ساعات طويلة أمام شاشة التّلفاز... وغيرها من الأمور التي تستنزف يومنا بالكامل...

أين الخطأ؟! لماذا نحن دائمًا مشغولون بأمور لا تهمّ؟!

نستخدم كلمة "أنا مشغولة"... للتّهرّب من أمور ومسؤوليّات مهمّة في حياتنا... وهذا بالحقيقة أمر محزن، لأنّنا لا نملك سيطرة على حياتنا... بعبارة أوضح، لأنّنا نسيء إدارة دفّة "تنظيم الوقت"...

..."نسيت الذّكرى السّنويّة"... "لم أهاتف أهلي منذ فترة"... "لم أذهب إلى صالة الرّياضة، التي دفعت مبلغًا كبير لإشتراك فيها"... لأنّك مشغولة دائمًا... والأسوأ من ذلك... أنّك مشغولة عن القيام بالأمور التي تسعدك...

في كلّ مرّة تقولين بأنّك مشغولة، أنت بالحقيقة تقولين بأنّه لا يمكنك إعطاء الأولوية لحياتك...

عندما تلتقين بأشخاص جدد، ستجدينهم يشعرونك بأنّ لديهم حياة مزدحمة... ليظهروا بأنّهم ناجحون.. أو بأنّ حياتهم مميزة... هذا ما تفعلينه أنت بالضّبط عندما تتذرّعين بضيق الوقت، حين لا تقومين بما يقنعك حقًّا، تلقين اللّوم على كثرة واجباتك، بدل العمل على تنظيم وقتك وأولويّاتك...

لذا، من أجل أن تجدي الحلّ... توقّفي عن وضع نظرة النّاس لحياتك في المقدمة... وانظري حقًّا إلى حياتك، وكيف ترين نفسك سعيدة... لا بأـس أيضًا إن لم يكن لديك خطط لنهاية الأسبوع... ولا داعي للقيام بأمور فقط لتكن لديك أخبار تقدّميها للآخرين... لا تدعي سؤالهم عن نشاطاتك وحياتك اليوميّة يوتّرك.

درّبي نفسك أيضًا على قول "لا"... عندما تكونين مشغولة، يمرّ الوقت بسرعة... لذا، إن كنت تريدين التّمسّك بالوقت والإستفادة من كلّ لحظة بطريقة عمليّة وذات قيمة، قولي "نعم" فقط للأمور التي تهمّك...

كلّ ما عليك فعله...هو التّوقف عن "الإنشغال"... ولا تنسي الأشياء المهمّة... عيشي حياة واعية ومدركة...

النجاح, العمل, الإنشغال, الأولويات, تنظيم الوقت, أمور الحياة, الإستفادة من الوقت, حياة مزدحمة, مسؤوليات الحياة