كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

أولادنا أكبادنا... كيف نربيهم؟

من الأشعار العربية المعروفة ما قاله الطائي: "أولادنا أكبادنا تمشي على الأرضِ." فالأولاد هم عطية من الله تعالى وهم أعزاء جداً على قلوب الآباء والأمهات...

من الأشعار العربية المعروفة ما قاله الطائي: "أولادنا أكبادنا تمشي على الأرضِ." فالأولاد هم عطية من الله تعالى وهم أعزاء جداً على قلوب الآباء والأمهات.

 ما أن يتزوج الثنائي حتى تتغير دعوى الناس لهم من " الله يهنيكم " إلى " نقشعلكم عريس" (أي طفل ذكر) . فالأولاد يحققون إستمرارية العائلة، والزيجات من غير أولاد، خاصةً في عالمنا العربي يعتبرها الناس غير كاملة.

ولمن لديهم الأولاد، يعرفون ما تتطلّبه تربيتهم من تعب وسهر وتضحية.  فلكي يربَى الأولاد بطريقة صحيحة يجب على الأهل أن يؤمـّنوا لهم إحتياجات أساسية، من طعام وملبس وتعليم وطبابة. ولكن توجد إحتياجات أخرى هي بأهمية هذه الإحتياجات إذا لم يحصل عليها الأولاد ستكون العاقبة وخيمة جداً . ما هي هذه الإحتياجات؟

الحاجة إلى المحبة

المحبة هي الشعور الأرقى والأعظم في الكون كله، هي ما أنعم علينا الله خالقنا بالرغم من أن بعض خليقته لا تكترث لهذه المحبة. لأن المحبة هي من الله وكل من  لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة.

مما لا شك فيه أن العالم كله بحاجة لمزيد من المحبة، وأجمل تعريف لها هي المحبة التى هي عملية. فمثلا انها تتأنى وترفق، لا تحسد، لا تتفاخر  ولا تقّبح وليست انانية  ولا تظن السوء ولا تفرح بالخطاء. انها على العكس تحتمل كل شيئ وتصبر على كل شيئ.

هذا النوع من المحبة يُكثر الخير، يُطمئن البشر نحو بعضعم البعض  وحتى، يوقف الحروب. فالعالم سيكون مكان أفضل إذا  ما تعلم البشر المحبة بهاذا الشكل.

قال الأديب الفرنسي فكتور هيغو:" إن أسمى سعادة في الحياة هي في التيقُّن من أننا محبوبون".

في السنوات الأولى من عمره خاصة ،يحتاج الولد للمحبة كحاجته للطعام وهذا أمر ليس مبالغ فيه، فالدراسات النفسية في العصر الحالي تبرهن أن المجاعة النفسية  هي بخطورة المجاعة الجسدية. المحبة نكتسبها بالتعلـّم، يتعلم الولد أن يحب عندما يكون الأهل نماذج للمحبة.

الإفصاح عن المحبة:

 هناك طرق عديدة للتعبير عن المحبة منها الكلام، إمساك اليد، المعانقة، التقبيل على الخدين(وليس على الفم )، تربيت الرأس أو الكتف، الإبتسام و الغمز و نظرة حنان، كتابة رسالة صغيرة تخبرهم كم تحبونهم. على الأهل أن يستخدموا واحد أو أكثر من هذه الطرق يومياً، إنها لا تكلف شيئاً إلا بعض الوقت، ولكن عدم إعطائها سيكلف الأهل الكثير من المعاناة عندما يصبح الولد في سن المراهقة.

المحبة يجب أن تكون غير مشروطة:

 على الأهل أن يحبوا أولادهم محبة غير مشروطة، يحبوهم لأنهم أولادهم وليس فقط لأنهم مطيعين أو مجتهدين أو  جميلين أو موهوبين ، على العكس أيضاً، بالرغم من كونهم مزعجين أو غير طائعين أو غير جذابين أو عندهم مشاكل تعلمية.

المحبة يلزمها وقت:

أثمن شيء يمكن أن تصرفه على أولادك هو الوقت وليس المال.بالنسبة للأولاد المحبة تترجم بالوقت الذي تمضيه معه.فالعلاقات هي أهم بكثير من الأشياء التي يسعى الأهل إلى تأمينها لأولادهم والتي يفكرون أنها تسعدهم.  أعطِ ولدك وقت للعب معه والإصغاء إليه إنه بحاجة لمثال يتعلم منه كيف  يكون رجلاً أو تتعلم الإبنة من الأم كيف تكون إمرأة. وننوه هنا أننا كأهل يجب أن نشتغل على ذواتنا، فنتخلص من عاداتنا السيئة وطرقنا المعوجة لكي نكون مثال حسن لأولادنا.

المحبة, أولادنا, التربية, لوسي