كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

تجديد القلب

تجديد القلب

من مرادفات التطور هو التغيير، فجميعنا نأمل أن نتطور بشكل أفضل، وكيف نتطور إلا بالتغيير؟

[sexypolling id="86"]

فمن أين نبدأ؟

إن مشاعرنا تتحول إلى سلوك، فلو كنا نشعر بالحب تجاه شخص ما نجد أنفسنا نتعامل معه بطريقة  إيجابة يستطيع أن يراها ويلحظها حتى لو لم نفصح عنها. والعكس أيضا صحيح، فحين يكون في داخلنا غضب أو استياء من شخص، فإن هذا يتحول في داخلنا إلى شعور سلبي تجاهه، وينعكس على سلوكنا بشكل يستطيع أن يفهمه حتى لو لم نعلنه.

إذا المشاعر هي التي تتحكم في السلوك، وكي نغيير السلوك علينا أن نغير مشاعرنا تجاه الأشخاص أولا، فالتغيير دائما يبدأ من الداخل.

إذا الامر يتعلق بالقلب، والمشاعر.

فكيف نصلح القلب؟

الكثير منا يقع أحيانا فريسة ذكريات أليمة يعرضها عليه ذهنه الغاضب، ففي لحظات يتحول ذهننا إلى اجترار الأمور السلبية التي مررنا بها في حياتنا، وكأن الكون كله غيم حولنا، ونقع في دائرة الشفقة على النفس والرثاء، وكأننا نردد في أنفسنا "داويني بالتي كانت هي الداء".

الحقيقة من يداوى بالداء (الإنتقام والمعاملة بالمثل) سيعيش به ويموت أيضا به.

ولكن الدواء الشافي يأتي من قرار نأخذه نحن: أن نضيء قلوبنا بالإيمان، ونتسلح بالغفران، ونكسر قيود الإدانه التى تجعلنا دائما نتذكر السلبي. ولله كفيل يأن يغسل أذهاننا وقلوبنا من كل الذكريات القديمة، بل ويضع مكانها إيجابيات وسلام رغم تعاسة هذه الذكريات فيَّ، فلا شك أن لكل منا لحظات أليمة والله يعرف بها تماما. إذا سمحنا لله أن يدخل حييز الألم وهذا، يعني أن نكون صريحين مع أنفسنا ومع الله، طالبين منه العون، فهو قادر أن يحاكي دواخلنا ويطبب الألم والجرح الذي فينا. إن الله عادل وهولا يحب لنا أن نقتص حقنا لأنفسنا أو أن ننتقم لأنفسنا بل هو الممسك بكل الأمور وهو الذي يجازي. فلنتجه إليه ليس بغرض الإنتقام وتبرير الذات وإنما للمغفرة والشفاء، وهو كفيل بالباقي.

وحين يحاربنا الذهن المستاء والشيطان بإجترار الأمور السلبية، فلنعلن أمام أنفسنا أن في جميعها نجانا الله وعبر بنا فوق كل ضيقاتنا وهو مازال يغير فينا كل يوم.

 إن فكر الإنسان هو ساحة صراع بين الإيجابي والسلبي، وبالتالي تجديد القلب يتبعه تجديد الفكر. النظرة الإيجابية الغافرة تمنحنا من الله عطية تغيير القلب.

السلوك, الحياة, الحب, الغفران, المشاعر, الذكريات, الشفاء, تغيير القلب