كتب يتاريخ . نشر في صحتك

نخبك... في دوام صحّتك

نخبك... في دوام صحّتك

هل فكّرنا يومًا بالإعتناء بأفكارنا وعواطفنا ودواخلنا كما نعتني بصحّتنا الجسديّة؟!

في زمن العيد... يتوافدون إلى منازلنا... أحبّاء.. أصدقاء... أقارب... معارف... نجتمع حول الموائد... أو في احتفالات مختلفة... تعلو الكؤوس في الأيدي... وتتضارب في رنينٍ فرِحٍ وسعيدٍ... وأكثر ما نسمعه هو: نخبك... في دوام صحّتك... نأمل دوام السّعادة في هذا المنزل أو ذاك...

الصّحّة...! كثيرًا ما نسمعها... ونردّدها... فهي مقالة مشهورة... الكلّ يهون شرط أن تبقى الصّحّة في حال جيّدة...

أيّ صحّة هذه؟! طبعًا الصّحّة الجسديّة... فنحن نحتمل كلّ شيء إلّا المرض... وندعو الله باستمرار أن يبعده عنّا وعن أحبابنا... بالطّبع هذا أمر جدًّا مهمّ... ولكن...

ماذا عن صحّتنا الفكريّة؟!

ماذا عن صحّتنا النّفسيّة؟!

ماذا عن صحّتنا العاطفيّة؟!

هل فكّرنا يومًا بالإعتناء بأفكارنا وعواطفنا ودواخلنا كما نعتني بصحّتنا الجسديّة؟!

نجهّز مسبقًا في كلّ يوم ما علينا تحضيره من الطّعام... مآكل مفيدة ومغذّية لنا ولأطفالنا... كما أنّنا نهتمّ بنظافتها وتعقيمها جيّدًا خوفًا من الميكروبات وغبار السّوق والأدوية الحافظة...

ولكن... هل فكّرنا بتغذية أفكارنا بكتاب جيّد مثلًا... أو أخبار ثقافيّة تفتّح أذهاننا وتبعد عنّا أوبئة الثّرثرة والكراهية والأحاديث الخفيفة السّطحيّة؟!

هل فكّرنا يومًا بصحّتنا العاطفيّة، فنحيط أنفسنا بأناس نحبّهم ويحبّوننا، نفيض عليهم بعواطفنا الطّيّبة بدل أن نعيش في يأس وحزن ورغبة في الإنتقام؟!

نشجعك اليوم... في أن تتّبعي حمية غذائيّة عاطفيّة وفكريّة... حمية لك ولعائلتك أيضًا...

فكما تعلّقين في مطبخك قصائص أوراق عليها وصفات غذائيّة من حلويات وأطباق مختلفة... علّقي إلى جانب كلّ منها فكرة إيجابيّة... وكلّما مررت اقرإيها، واستمتعي بها... أو اكتبي رسائل صغيرة لأولادك، وضعيها في علبة غذائهم دون أن يروك... وفي المدرسة حين يحين وقت طعامهم، يجدون وصفة حبّك لهم...

جرّبيها... واستمتعي بمذاقها المريح...

والآن أقول لك: نخبك... نخب فكرك الجميل... نخب عاطفتك الصّادقة... في دوام صحّتك الجسديّة والفكريّة والعاطفية!

المحبة, الثقة بالنفس, الحمية الغذائيّة, الصّحّة النّفسيّة, الصحة الجيدة, الصحة الفكرية, الصحة العاطفية, وصفة صحية