كتب يتاريخ . نشر في صحتك

من يستحق الرحمة؟

الرحمة أو الرأفة والتي تُعرَف بأنها حسن الأخلاق تجاه البائسين والمنكوبين، وتترافق معها الرغبة في مدِّ يد المساعدة إليهم. وعندما نمارس فضيلة الرحمة هذه فإننا إنما نُظهر الذات الرحيمة التي تعيش في داخلنا.

الرحمة أو الرأفة والتي تُعرَف بأنها حسن الأخلاق تجاه البائسين والمنكوبين، وتترافق معها الرغبة في مدِّ يد المساعدة إليهم. وعندما نمارس فضيلة الرحمة هذه فإننا إنما نُظهر الذات الرحيمة التي تعيش في داخلنا.

وإننا إذ نعلم أنه من السهل جداً أن نحب هؤلاء الذين يحبوننا، فإن تحدياً ما يواجهنا في قابليتنا على إظهار هذه الرحمة ممزوجة مع الحب تجاه الأشخاص غير المحبوبين. وهذا ما لا بدّ أن يُنادى به دائماً، خصوصاً في ظل وجود تلك العقليّٓة من حولنا، والتي تعزِّز هذا المنطق الذي يقول بأن الرحمة لا بد أن تُعطى لهؤلاء الذين يستحقونها فقط.

قليلون هم الذين يتفهَّمون بأن محبة القريب أو الأخ في الإنسانية هو عملٌ من أعمال الرحمة والرأفة ودماثة الأخلاق.

ودماثة الأخلاق هذه، لا تتلائم مع الجلوس وتحليل حالة ما، لتحديد ما إذا كان هذا الشخص على صواب أو ذلك الآخر على خطأ.

فالرحمة هي هدية خيرية إن جاز التعبير، بحيث إنها تصل لهؤلاء الذين يحتاجون إليها، بغضِّ النظر عما إذا كان الشخص المحتاج فظاً أو قاسياً في تعامله... إنَّ ما ننادي به، هو أنَّ ردة الفعل تجاه هؤلاء الأشخاص يجب أن تكون " رحمة ورأفة ".

وإن كان أحدهم يثير أعصابك، فإن الصبر وطول الأناة مطلوبين في ظرفٍ كهذا... ( هناك أوقات علينا أن نرسم خلالها حدوداً صحيَّة ) لكن صلاتي لأجلك بأن تتمتَّع بالحكمة في تطبيقها، كما أنَّ صلاتي ثشمل الوضع برمته، بحيث أن لا ينتابك الفشل وتصابين باليأس سريعاً.

لقد رسم لنا إلهنا مثالاً حيّاً في هذا الإطار، إذ حمَل بنفسه كُلَّ خطايانا وآثامنا... وعندما سُئلَ سيدنا عيسى هذا السؤال: " ماذا أعمل لكي أرِث الحياة الأبدية "؟ وبدلاً من الإجابة المباشرة على هذا السؤال، فقد توجَّه الرب يسوع إلى الشاب الذي سأله... وقادَ ذهنه إلى تفكيرٍ أعمق مذكِّراً إياه بالشريعة أو الناموس... ثمَّ أتى الجواب: " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك... وقريبك مثل نفسك " (لوقا١٠: ٢٧). وهكذا نرى أنَّ الجواب على هذا السؤال مرتبط بمحبة القريب...

" فإلبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعةً وطول أناة. محتملين بعضكم بعضا...

كما غَفَرَ لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً. وعلى جميع هذه إلبسوا المحبة التي هي رباط الكمال ". ( كولوسي٣: ١٢-١٤ )

وهذا يعني أنه علينا أن نلبس أو نتسربل بالرحمة والرأفة وخصوصاً عندما نشعر بأننا لا نُعامَلُ على هذا النحو.

الحب, الصبر, اليأس, البائسين, المساعدة, الأخلاق, الرحمة, الرأفة, من يستحق الرحمة؟, Who's Worthy of Compassion?