كتب يتاريخ . نشر في أحداث

الإنتحار... ليس حلاً

الإنتحار... ليس حلاً

جميعنا نمرّ بلحظات ضعف وفقدان الأمل بالحياة... كثيرون تمنّوا لو أنّهم لم يولدوا قطّ... أو فكّروا بإنهاء حياتهم. لماذا تعتقدين بأنّك لا تستطيعين الصّمود؟! ومن قال لك بأنّ الحياة ستكونُ سهلة؟! أرجوك الإنتحار ليس حلا...

نمر في حياتِنا بظروفٍ تجعلُنا نعتقدُ بأنّنا لن نتمكنَ من الصّمود... ظروف مختلفة... متفاوتة... ومتعدّدة... مثلًا... الفقر... الجوع... البطالة... كلّها أسباب قد تدفعُ المرءَ إلى إنهاءِ حياته...

لكن... ما ننساه دائمًا في لحظة ضعفِنا... أنّنا مررنا كثيرًا بظروفٍ سيئةٍ قبلًا... واستطعنا الصّمود أمام المصاعب... هذه الظّروف لن تكونَ دائمة إن قرّرنا الوقوف أمامها ومجابهتها... فإذ ما نظرنا إلى قصص نجاح العديد من الأشخاص، نجد أنّهم قد مرّوا بظروفٍ سيئة جدًّا... لكنّهم لم يستسلموا.

فلماذا تظنّين بأنّك أقل شأنًا منهم؟! لماذا تعتقد بأنّك لا تستطيعين الصّمود؟! من قال بأنّ الحياة ستكونُ سهلة؟!

الظّروف... ما هي إلّا اختبار لصلابة معدنك وإيمانك... جميعنا نمرّ في الوقت الحالي بظروف صعبة في ظل هذه الفترة الإستثنائيّة، والتي لم يسبق للعديد منّا بأن مرّوا بها... فانتشار فايروس كورونا قد عطّل الحياة بكافّة أشكالها... وزعزع اقتصاد البلدان... وأصبح العديد من الأشخاص عاطلين عن العمل... لا ننسى أيضًا الضّغط النّفسي الذي تواجهه بعض العائلات، بسبب بقائِها في المنزل لفترات طويلة... وحدوث العديد من المشاحنات داخل هذه الأُسر... ممّا قد يولّد ردود أفعال سلبيّة وعنيفة أحيانًا.

الفقر... الجوع... البطالة... العنف... الخوف... اليأس... لا بدّ من أنّها كلّها عوامل قد تدفع الإنسان إلى الإكتئاب وقد تدفعة أحيانًا إلى إنهاء حياته!

الشّرّ قد يلعب بأفكارنا وأرواحنا... هو يجعلنا نعتقد بأنّه لا يوجد أمل... يجعلنا نرى الجانب المظلم فقط... ويملأ أفكارنا بالأكاذيب... لكن إذا ما نظرنا إلى حياتنا وتأمّلنا بالصّعوبات التي مررنا بها قبلًا وخرجنا منها... نجد أنّ الله كان دائمًا ممسك بيدنا... والنّور لم يخفتِ قطّ.

جميعنا نمرّ بلحظات ضعف وفقدان الأمل بالحياة... كثيرون تمنّوا لو أنّهم لم يولدوا قطّ... أو فكّروا بإنهاء حياتهم.

هو الأمل... والايمان... ما يجعلنا نتمسّك بالحياة... الإيمان بالخير... الإيمان بالأفضل... الإيمان بالأمل... وأهمّها الإيمان بأنّ الله ممسك بزمام الأمور.

إن كانت لديك أفكارٌ سوداء حول إنهاء حياتك أو تمرّين بإكتئاب... فلا تخجلي من أن تخبري أحد المقرّبين إليك... أو شخص تثقين به... أو أن تلجأي للجهات المعنيّة... ففي كلّ بلد هنالك مؤسّسات معنيةّ بمساعدة من لديهم نزعات وميول انتحارية.

الله هو صخرتك... وهو ملجؤك... لا تيأسي... ولا تستسلمي للأكاذيب والشّرور... فذات يوم سيمسح الله كلّ دمعة من عينك... وسترين النّعم التي أنت غافلةٌ عن رؤيتها.

وتذكّري دائمًا أنّ الإنتحار ليس خيارًا مفتوحًا... وليس حلاً... فأنت لا تعلمين ما يتتظرك بعد الموت، أليس كذلك؟

رسالتي لكلّ من يقرأ هذا الكلام... إن كنت تشعر بأنّك تفقد السّيطرة على حياتك... أو فقدت الأمل منها... أو إن كان أحد المقربين يعاني من الإكتئاب ويردّد كلامًا متعلّقًا بالموت... فلا تتردّد بالتّواصل مع الجهات المعنية أو برجل دين موثوق... قفد تكون سببًا في إنقاذ حياة.

الحياة, الامل, الإيمان, قوة, النضال , قضايا مجتمعية, معركة الحياة, الانتحار