كتب يتاريخ . نشر في أحداث

عنف وعدوانيّة... في أيّام الحجر المنزليّ

عنف وعدوانيّة... في أيّام الحجر المنزليّ

أتمنّى ألّا تكوني من الأشخاصِ الّذين يواجهون عنف في الحجر المنزلي... حاولي عدمَ التّأثرِ بالعباراتِ المهينة أو كلماتِ اللّومِ والسّخرية...

ردّدي في ذهنِكِ أنّ ما يقولُه الشّخصُ الّذي أمامَكِ لا يقرّرُ ما أنتِ عليه... ولا يعرّفُ عن حقيقتِكِ... إليك بعض النصائح...

نسمعُ في هذه الفترةِ الأخيرةِ عن ازديادٍ في حالاتِ العنفِ المنزليّ... وعن عدوانيّةٍ متزايدةٍ في التّعاملِ مع أفرادِ المنزلِ الواحد... أتمنّى ألّا تكوني من الأشخاصِ الّذين يواجهون هكذا مشاكلَ... وأرجو ألّا تكونَ تصرّفاتك مع شريكِكِ تحملُ عدوانيّةً تجاهَهُ أو تجاهَ أطفالِك... وهذا يمكنُ أن يحصلَ لأيٍّ منّا... فعندما ننظرُ إلى وقائعِ الوضعِ الّذي نعيشُه اليومَ في ظلّ تفشّي الفيروسِ والمرضِ... نرى أنّ هذا الضّغط وحدَه، كافٍ لأن يشحنَ نفوسَنا بالغضبِ... والقلقِ... وعدم الإطمئنان...

إن كنتِ من الأشخاصِ الّذين يواجهون العنف من الشّريك أو يتعرّضون لتصرّفاتٍ عدوانيّة... إليكِ بعضَ النّصائحِ الّتي تساعدُكِ على تحسين الوضع في المنزل...

في أوّلِ الأمرِ، هناك مواقفَ عليك اتّخاذُها... في الدّرجةِ الأولى، حاولي المحافظة على هدوئِكِ... وهذا يمكنُكِ فعلُه من خلالِ السّطيرةِ على مشاعرِكِ قدرَ المستطاع... فلا تسمحي لأحدٍ بأن يستفزَّكِ...

أيضًا... يمكنُكِ أن تنتبهي إلى مؤشّراتٍ معيّنة تعلِمُكِ باقترابِ انفجارِ المشاعرِ السّلبيّةِ لدى شريكِكِ... وهكذا تتمكّنينَ من اتّخاذِ خطواتٍ استراتيجيّةٍ تساعدُ في تهدئةِ الأجواء... مثل الكلامِ بصوتٍ منخفض... الصّلاة... الإنصراف إلى عملٍ آخرَ في غرفةٍ أخرى... فحين تتوقّعين ما هو آتٍ، تقدرين على تجنّبِ الكثيرِ من ردّاتِ الفعلِ الّتي تعتريكِ... وهذا التّوقّع يخفّفُ من حدّة المناقشاتِ أو المشاحنات...

في حال لم تنحْ خطّةَ التّجنّبِ هذه، حاولي حمايةَ نفسِكِ من الدّاخل... حاولي عدمَ التّأثرِ بالعباراتِ المهينة أو كلماتِ اللّومِ والسّخرية... ردّدي في ذهنِكِ أنّ ما يقولُه الشّخصُ الّذي أمامَكِ لا يقرّرُ ما أنتِ عليه... ولا يعرّفُ عن حقيقتِكِ...

أيضًا... أنصحُكِ باتّخاذ خطواتٍ فعّالةٍ... حافظي على نشاطِكِ الجسديّ، قومي بأعمالِك اليوميّةِ في المنزل كالمعتاد... وإن سنحتِ الفرصةُ، قومي برياضاتٍ بدنيّة تساعدُكِ على المحافظةِ على حيويّتِكِ ونشاطِك الجسديّ...

حاولي التّواجدَ دائمًا في أماكنَ آمنةٍ في المنزل.. حيثُ لا وجودَ لأدواتٍ حادّة... أو أمكنة عالية مثل الشّرفةِ أو السّلالم...

ابقي على اتّصالٍ دائمٍ بمن هم مقرّبين إليك وتثقين بهم، ومن الأفضلِ أن تتّفقي مع أحدِهم على "كلمةِ سرّ" تنبّهينه بها إن حصل مكروهٌ لا سمحَ الله...

لا تستخفّي أبدًا بحدسِك الّذي ينبّهُك دائمًا في حال اقترابِ خطرٍ ما... فجسدُكِ يحملُ ذكاءً كافيًا... أو رادارًا... يلتقطُ ذبذباتِ الخطرِ القريب...

بقدرِ استطاعتِك، احمي أطفالَك وجنّبيهم رؤيةَ المشاحناتِ أو الخلافات... فهذا أسوأ ما قد يرونه... وسيؤثّرُ بهم حتمًا لمدى الحياة...

من المستحسنِ أن تحفظي أرقم هواتفٍ لمؤسّسات أو منظّماتٍ أو جمعيّاتٍ تساعدُ المعنّفات... وفي حال حدوثِ أمرٍ ما لا تتردّدي في الإتّصالِ وطلبِ المساعدة...

في النّهاية، أتمنّى من الله أن يحفظَك ويحفظَ افرادَ عائلتِك بعيدًا عن كلّ خطر...

الغضب, الهدوء, الصلاة, العائلة, الخطر, الأمان, السيطرة على المشاعر, الحجر المنزلي, العنف المنزلي, العدوانية, السلام في المنزل, حماية نفسك, المشاكل العائلية, اللوم والسخرية, تصرفات عدوانية